البخاري حدّثنا قتيبة بن سعيد أخبرنى إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أنه قال دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدريّ فجلست اليه فسألته عن العزل فقال أبو سعيد خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بنى المصطلق فأصبنا سبيا من سبى العرب فاشتهينا النساء واشدت علينا العزوبة وأحببنا العزل وقلنا نعزل ورسول ﷺ بين أظهرنا قبل أن نسأله فسألناه عن ذلك فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة الى يوم القيامة الا كائنة وهكذا رواه.
قال ابن إسحاق: وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت:
لما قسم رسول الله ﷺ سبايا بنى المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس ابن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله ﷺ لتستعينه في كتابتها قالت: فو الله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد قومه وقد أصابنى من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت ابن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتى. قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت وما هو يا رسول الله قال أقضى عنك كتابك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت. قالت: وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله ﷺ قد تزوج جويرية بنت الحارث فقال الناس أصهار رسول الله ﷺ فأرسلوا ما بأيديهم قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بنى المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها. ثم ذكر ابن إسحاق قصة الافك بتمامها في هذه الغزوة وكذلك البخاري وغير واحد من أهل العلم وقد حررت طرق ذلك كله في تفسير سورة النور فليلحق بكماله الى هاهنا وبالله المستعان وقال الواقدي حدّثنا حرام عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث رأيت قبل قدوم النبي ﷺ بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري فكرهت أن أخبر به أحدا من الناس حتى قدم رسول الله ﷺ فلما سبينا رجوت الرؤيا قالت: فأعتقنى رسول الله ﷺ وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرت الا بجارية من بنات عمى تخبرني الخبر فحمدت الله تعالى. قال الواقدي: ويقال ان رسول الله ﷺ جعل صداقها عتق أربعين من بنى المصطلق. وذكر موسى بن عقبة عن بنى المصطلق أن أباها طلبها وافتداها ثم خطبها منه رسول الله ﷺ فزوجه إياها