للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق: حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال: بعث النبي أبا بكر الى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح وقد جهد. ثم بعث عمر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح. فقال رسول الله : لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه وليس بفرّار. قال سلمة فدعا رسول الله على بن ابى طالب وهو يومئذ أرمد فتفل في عينيه ثم قال: خذ الراية وامض بها حتى يفتح الله عليك، فخرج بها والله يصول (١) يهرول هرولة وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت؟ قال: أنا على بن أبى طالب فقال اليهودي: غلبتم وما أنزل على موسى، فما رجع حتى فتح الله على يديه

وقال البيهقي: أنبأنا الحاكم أنبأنا الأصم أنبأنا العطاردي عن يونس بن بكير عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة أخبرنى أبى قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر فرجع ولم يفتح له وقتل محمود بن مسلمة ورجع الناس، فقال رسول الله : لا دفعن لوائى غدا الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لن يرجع حتى يفتح الله له، فبتنا طيبة نفوسنا أن الفتح غدا، فصلّى رسول الله صلاة الغداة ثم دعا باللواء وقام قائما فما منا من رجل له منزلة من رسول الله إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولت أنالها ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه، فدعا على بن أبى طالب وهو يشتكي عينيه قال فمسحها ثم دفع اليه اللواء ففتح له، فسمعت عبد الله بن بريدة يقول: حدثني أبى أنه كان صاحب مرحب قال يونس قال ابن إسحاق: كان أول حصون خيبر فتحا حصن ناعم وعنده قتل محمود بن مسلمة ألقيت عليه رحى منه فقتلته ثم

روى البيهقي عن يونس بن بكير عن المسيب بن مسلمة الأزدي حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله ربما أخذته الشقيقة (٢) فلبث اليوم واليومين لا يخرج، فلما نزل خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج الى الناس، وان أبا بكر أخذ راية رسول الله ثم نهض فقاتل قتالا شديدا ثم رجع، فأخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول ثم رجع، فأخبر بذلك رسول الله فقال لا عطينها غدا (٣) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله


(١) في نسخة يساج
(٢) الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس وإلى أحد جانبيه
(٣) يظهر سقوط «رجلا» كما تقدم في الأحاديث السابقة

<<  <  ج: ص:  >  >>