للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأخذها عنوة. وليس ثمّ عليّ، فتطاولت لها قريش ورجا كل رجل منهم أن يكون صاحب ذلك فأصبح وجاء على بن أبى طالب على بعير له حتى أناخ قريبا وهو أرمد قد عصب عينه بشقة برد قطري، فقال رسول الله : مالك؟ قال: رمدت بعدك، قال ادن منى فتفل في عينه فما وجعها حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بها وعليه جبة أرجوان حمراء قد أخرج خملها فأتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر يماني وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر أنى مرحب … شاك سلاحي بطل مجرب

إذا الليوث أقبلت تلهّب … وأحجمت على صولة المغلب

فقال عليّ :

أنا الّذي سمتني أمى حيدرة … كليث غابات شديد القسورة

أكيلكم بالصاع كيل السندرة (١)

قال فاختلفا ضربتين، فبدره على بضربة فقدّ الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس، وأخذ المدينة وقد روى الحافظ البزّار عن عباد بن يعقوب عن عبد الله بن بكر عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قصة بعث أبى بكر ثم عمر يوم خيبر ثم بعث على فكان الفتح على يديه. وفي سياقه غرابة ونكارة وفي اسناده من هو متهم بالتشيع والله أعلم وقد

روى مسلم والبيهقي واللفظ له من طريق عكرمة بن عمار عن اياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه فذكر حديثا طويلا وذكر فيه رجوعهم من غزوة بنى فزارة قال: فلم نمكث الا ثلاثا حتى خرجنا الى خيبر. قال: وخرج عامر فجعل يقول:

والله لولا أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا

ونحن من فضلك ما استغنينا … فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام ان لاقينا

قال فقال رسول الله : من هذا القائل؟ فقالوا عامر. فقال غفر لك ربك. قال وما خصّ رسول الله قط أحدا به الا استشهد. فقال عمر وهو على جمل: لولا متعتنا بعامر. قال فقدمنا خيبر فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه ويقول:

قد علمت خيبر انى مرحب … شاكي السلاح بطل مجرب


(١) السندرة: مكيال واسع. أراد: أقتلكم قتلا واسعا ذريعا

<<  <  ج: ص:  >  >>