يعقوب بن مجمع يقول عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن عمه مجمع بن حارثة الأنصاري - وكان أحد القراء الذين قرءوا القرآن - قال قسمت خيبر على أهل الحديبيّة، فقسمها رسول الله ﷺ على ثمانية عشر سهما، وكان الجيش الفا وخمسمائة فيهم ثلاثمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما. تفرد به أبو داود. وقال مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب أخبره أن النبي ﷺ افتتح بعض خيبر عنوة. ورواء أبو داود ثم قال أبو داود: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد أخبركم ابن وهب حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب أن خيبر بعضها كان عنوة وبعضها صلحا والكتيبة أكثرها عنوة وفيها صلح، قلت لمالك وما الكتيبة؟ قال أرض خيبر وهي أربعون ألف عذق. قال أبو داود والعذق النخلة. أو العذق العرجون. ولهذا قال البخاري حدثنا محمد بن بشار ثنا حرمي ثنا شعبة ثنا عمارة عن عكرمة عن عائشة قالت: لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر.
حدثنا الحسن ثنا قرة بن حبيب ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر قال ما شبعنا - يعنى من التمر - حتى فتحنا خيبر. وقال محمد بن إسحاق! كانت الشق والنطاة في سهمان المسلمين الشق ثلاثة عشر سهما ونطاة خمسة أسهم قسم الجميع على ألف وثمانمائة سهم ودفع ذلك الي من شهد الحديبيّة من حضر خيبر ومن غاب عنها، ولم يغب عن خيبر ممن شهد الحديبيّة إلا جابر بن عبد الله فضرب له بسهمه، قال وكان أهل الحديبيّة الفا وأربعمائة وكان معهم مائتا فرس لكل فرس سهمان فصرف الى كل مائة رجل سهم من ثمانية عشر سهما، وزيد المائتا فارس أربعمائة سهم لخيولهم. وهكذا رواه البيهقي من طريق سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن صالح بن كيسان أنهم كانوا الفا وأربعمائة معهما مائتا فرس.
قلت: وضرب رسول الله ﷺ معهم بسهم وكان أول سهم من سهمان الشق مع عاصم بن عدي.
قال ابن إسحاق: وكانت الكتيبة خمسا لله تعالى وسهم للنّبيّ ﷺ وسهم ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وطعمة أزواج النبي ﷺ وطعمة أقوام مشوا في صلح أهل فدك، منهم محيصة بن مسعود أقطعه رسول الله ﷺ ثلاثين وسقا من تمر وثلاثين وسقا من شعير، قال وكان وادياها اللذان قسمت عليه يقال لهما وادي السرير ووادي خاص. ثم ذكر ابن إسحاق تفاصيل الاقطاعات منها فأجاد وأفاد ﵀. قال وكان الّذي ولى قسمتها وحسابها جبار بن صخر بن أمية ابن خنساء أخو بنى سلمة وزيد بن ثابت ﵄.
قلت: وكان الأمير على خرص نخيل خيبر عبد الله بن رواحة فخرصها سنتين، ثم لما قتل ﵁ كما سيأتي في يوم مؤتة ولى بعده جبار بن صخر ﵁. وقد
قال البخاري حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد المجيد بن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبى سعيد الخدريّ وأبى هريرة