للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تشتدون حوله وعبد الله بن رواحة يقول:

بسم الّذي لا دين إلا دينه … بسم الّذي محمد رسوله

خلوا بنى الكفار عن سبيله

قال موسى بن عقبة عن الزهري: ثم خرج رسول الله من العام القابل من عام الحديبيّة معتمرا في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الّذي صده المشركون عن المسجد الحرام حتى إذا بلغ يأجج وضع الاداة كلها الحجف والمجان والرماح والنبل ودخلوا بسلاح الراكب السيوف وبعث رسول الله بين يديه جعفر بن أبى طالب الى ميمونة بنت الحارث العامرية فحطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس وكان تحته أختها أم الفضل بنت الحارث فزوجها العباس رسول الله فلما قدم رسول الله أمر أصحابه قال «اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف» ليرى المشركون جلدهم وقوتهم وكان يكايدهم بكل ما استطاع فاستكف أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله وأصحابه وهم يطوفون بالبيت وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله متوشحا بالسيف وهو يقول:

خلوا بنى الكفار عن سبيله … أنا الشهيد أنه رسوله

قد أنزل الرحمن في تنزيله … في صحف تتلى على رسوله

فاليوم نضربكم على تأويله … كما ضربنا كم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله … ويذهل الخليل عن خليله

قال: وتغيب رجال من أشراف المشركين أن ينظروا إلى رسول الله غيظا وحنقا، ونفاسة وحسدا، وخرجوا الى الخندمة فقام رسول الله بمكة وأقام ثلاث ليال، وكان ذلك آخر القضية يوم الحديبيّة، فلما أتى الصبح من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ورسول الله في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة فصاح حويطب بن عبد العزى: نناشدك الله والعقد لما خرجت من أرضنا فقد مضت الثلاث، فقال سعد بن عبادة:

كذبت لا أم لك ليس بأرضك ولا بأرض آبائك والله لا يخرج، ثم نادى رسول الله سهيلا وحويطبا

فقال: «إني قد نكحت فيكم امرأة فما يضركم أن أمكث حتى أدخل بها ونصنع الطعام فنأكل وتأكلون معنا» فقالوا نناشدك الله والعقد إلا خرجت عنا، فأمر رسول الله أبا رافع فأذن بالرحيل، وركب رسول الله حتى نزل ببطن سرف وأقام المسلمون وخلف رسول الله أبا رافع ليحمل ميمونة، وأقام بسرف حتى قدمت عليه ميمونة وقد لقيت ميمونة ومن معها عناء

<<  <  ج: ص:  >  >>