للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأذى من سفهاء المشركين ومن صبيانهم، فقدمت على رسول الله بسرف فبنى بها ثم أدلج فسار حتى أتى المدينة، وقدر الله أن يكون موت ميمونة بسرف بعد ذلك بحين، فماتت حيث بنى بها رسول الله . ثم ذكر قصة ابنة حمزة إلى أن قال: وأنزل الله ﷿ في تلك العمرة ﴿الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ﴾ فاعتمر رسول الله في الشهر الحرام الّذي صدّ فيه. وقد روى ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة بن الزبير نحوا من هذا السياق، ولهذا السياق شواهد كثيرة من أحاديث متعددة ففي صحيح البخاري من طريق فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله خرج معتمرا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا إلا سيوفا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم، فلما أن أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج. وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: لم تكن هذه عمرة قضاء وإنما كانت شرطا على المسلمين أن يعتمروا من قابل في الشهر الّذي صدهم فيه المشركون وقال أبو داود ثنا النفيلى ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن ميمون سمعت أبا حاضر الحميري يحدث أن ميمون بن مهران قال: خرجت معتمرا عام حاصر أهل الشام ابن الزبير بمكة وبعث معى رجال من قومي بهدى، قال فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الحرم، قال فنحرت الهدى مكاني ثم أحللت ثم رجعت، فلما كان من العام المقبل خرجت لا قضى عمرتي فأتيت ابن عباس فسألته فقال:

أبدل الهدى فان رسول الله أمر أصحابه أن يبدلوا الهدى الّذي نحروا عام الحديبيّة في عمرة القضاء. تفرد به أبو داود من حديث أبى حاضر عثمان بن حاضر الحميري عن ابن عباس فذكره.

وقال الحافظ البيهقي أنبأنا الحاكم أنبأنا الأصم ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عمرو بن ميمون قال: كان أبى يسأل كثيرا أهل كان رسول الله أبدل هديه الّذي نحر حين صده المشركون عن البيت؟ ولا يجد في ذلك شيئا، حتى سمعته يسأل أبا حاضر الحميري عن ذلك فقال له: على الخبير سقطت، حججت عام ابن الزبير في الحصر الأول فأهديت هديا فحالوا بيننا وبين البيت، فنحرت في الحرم ورجعت الى اليمن وقلت لي برسول الله أسوة، فلما كان العام المقبل حججت فلقيت ابن عباس فسألته عما نحرت عليّ بدله أم لا؟ قال نعم فأبدل، فان رسول الله وأصحابه قد أبدلوا الهدى الّذي نحروا عام صدهم المشركون فأبدلوا ذلك في عمرة القضاء، فعزت الإبل عليهم فرخص لهم رسول الله في البقر.

وقال الواقدي: حدثني غانم بن أبى غانم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: جعل رسول الله ناجية بن جندب الأسلمي على هديه يسير بالهدى أمامه يطلب الرعي في الشجر معه أربعة

<<  <  ج: ص:  >  >>