الى معتركهم، فقال أخذ الراية زيد بن حارثة فجاء الشيطان فحبب اليه الحياة وكره اليه الموت، وحبب اليه الدنيا فقال الآن استحكم الايمان في قلوب المؤمنين تحبب الى الدنيا، فمضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله ﷺ وقال استغفروا له فقد دخل الجنة وهو شهيد.
قال الواقدي وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله ﷺ قال لما قتل زيد أخذ الراية جعفر بن أبى طالب فجاءه الشيطان فحبب اليه الحياة وكره اليه الموت ومناه الدنيا فقال الآن حين استحكم الايمان في قلوب المؤمنين يمنيني الدنيا، ثم مضى قدما حتى استشهد فصلّى عليه رسول الله ﷺ وقال استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء في الجنة، قال ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار فقيل يا رسول الله ما اعترضه؟ قال لما اصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فتشجع واستشهد ودخل الجنة فسرى عن قومه.
قال الواقدي وحدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه قال: لما أخذ خالد بن الوليد الراية قال رسول الله ﷺ الآن حمى الوطيس. قال الواقدي فحدثني العطاف بن خالد قال لما قتل ابن رواحة مساء بات خالد بن الوليد فلما أصبح غدا وقد جعل مقدمته ساقته وساقته مقدمته وميمنته ميسرته، قال فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم وقالوا قد جاءهم مدد، فرعبوا وانكشفوا منهزمين، قال فقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم. وهذا يوافق ما ذكره موسى بن عقبة ﵀ في مغازيه فإنه قال بعد عمرة الحديبيّة ثم صدر رسول الله ﷺ الى المدينة فمكث بها ستة أشهر ثم إنه بعث جيشا الى مؤتة وامرّ عليهم زيد بن حارثة وقال إن أصيب فجعفر بن أبى طالب أميرهم، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم، فانطلقوا حتى إذا لقوا ابن أبى سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم بها تنوخ وبهراء فأغلق ابن أبى سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام، ثم التقوا على زرع أحمر فاقتتلوا قتالا شديدا، فاخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل، ثم اخذه جعفر فقتل، ثم أخذه عبد الله بن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله ﷺ على خالد بن الوليد المخزومي فهزم الله العدو وأظهر المسلمين قال وبعثهم رسول الله ﷺ في جمادى الاولى - يعنى سنة ثمان -
قال موسى بن عقبة: وزعموا ان رسول الله ﷺ قال مرّ عليّ جعفر في الملائكة يطير كما يطيرون وله جناحان. قال وزعموا - والله أعلم - أن يعلى بن أمية قدم على رسول الله ﷺ بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله ﷺ ان شئت فأخبرني وان شئت أخبرك، قال أخبرني يا رسول الله قال فأخبرهم رسول الله ﷺ خبرهم كله ووصفه لهم، فقال والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره، وإن أمرهم لكما ذكرت. فقال رسول الله ﷺ«ان الله رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم» فهذا السياق فيه فوائد كثيرة ليست عند ابن إسحاق وفيه مخالفة لما ذكره ابن إسحاق من أن خالد انما