وهب عن ابن عمرو عن أبى هلال - هو سعيد بن أبى هلال الليثي - قالا: وأخبرنى نافع أن ابن عمر أخبره أنه وقف على جعفر بن أبى طالب يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره، وهذا أيضا من أفراد البخاري. ووجه الجميع بين هذه الرواية والتي قبلها ان ابن عمر اطلع على هذا العدد، وغيره اطلع على أكثر من ذلك، وان هذه في قبله أصيبها قبل أن يقتل، فلما صرع الى الأرض ضربوه أيضا ضربات في ظهره، فعد ابن عمر ما كان في قبله وهو في في وجوه الأعداء قبل أن يقتل ﵁. ومما يشهد لما ذكره ابن هشام من قطع يمينه وهي ممسكة اللواء ثم شماله ما رواه البخاري ثنا محمد بن أبى بكر ثنا عمر بن على عن إسماعيل بن أبى خلاد عن عامر قال كان ابن عمر إذا حىّ ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. ورواه أيضا في المناقب والنسائي من حديث يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبى خالد، وقال البخاري ثنا أبو نعيم ثنا سفيان بن إسماعيل عن قيس بن أبى حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي الا صفحة يمانية. ثم رواه عن محمد بن المثنى عن يحيى بن إسماعيل حدثني قيس سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت في يدي صفحة يمانية انفرد به البخاري.
قال الحافظ أبو بكر البيهقي ثنا ابو نصر بن قتادة ثنا أبو عمرو مطر ثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحيّ ثنا سليمان بن حرب ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري وكانت الأنصار تفقهه، فغشيه الناس فغشيته فيمن غشيه فقال أبو قتادة فارس رسول الله ﷺ قال بعث رسول الله ﷺ جيش الأمراء وقال عليكم زيد بن حارثة، وقال ان أصيب زيد فجعفر، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، قال فوثب جعفر وقال يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل زيدا عليّ قال امض فإنك لا تدري أي ذلك خير، فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله فصعد رسول الله ﷺ المنبر فامر فنودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس على رسول الله ﷺ فقال أخبركم عن جيشكم هذا، انهم انطلقوا فلقوا العدو فقتل زيد شهيدا فاستغفر له، ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا شهد له بالشهادة واستغفر له، ثم أخذ اللواء عبد الله ابن رواحة فاثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفر له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو امرّ نفسه ثم قال رسول الله ﷺ«اللهمّ انه سيف من سيوفك أنت تنصره» فمن يومئذ سمى خالد سيف الله. ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك عن الأسود بن شيبان به نحوه، وفيه زيادة حسنة وهو انه ﵊ لما اجتمع اليه الناس قال باب خير باب خير وذكر الحديث.
وقال الواقد حدثني عبد الجبار بن عمارة بن غزية عن عبد الله بن أبى بكر بن عمرو بن حزم. قال:
لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله ﷺ على المنبر وكشف الله له ما بينه وبين الشام فهو ينظر