للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعث خالد بن الوليد من أعلا مكة ودخل هو من أسفلها من كدي وهو في صحيح البخاري والله أعلم. وقد

قال البيهقي أنبا أبو الحسين بن عبدان أنبا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبد الله بن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن ثنا عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال: لما دخل رسول الله عام الفتح وأتى النساء يلطمن وجوه الخيل فتبسم إلى أبى بكر وقال:

«يا أبا بكر كيف قال حسان؟» فأنشده أبو بكر :

عدمت بنيتي إن لم تزوها … تثير النقع من كنفى كداء

ينازعن الأعنة مسرجات … يلطمهن بالخمر النساء

فقال رسول الله «ادخلوها من حيث قال حسان».

وقال محمد بن إسحاق: حدثني يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبى بكر قالت: لما وقف رسول الله بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده أي بنية أظهر بى على أبى قبيس، قالت وقد كف بصره، قالت فأشرفت به عليه فقال أي بنية ماذا ترين؟ قالت أرى سوادا مجتمعا قال تلك الخيل، قالت وأرى رجلا يسعى بين يدي ذلك السواد مقبلا ومدبرا، قال أي بنية ذلك الوازع - يعنى الّذي يأمر الخيل ويتقدم اليها - ثم قالت قد والله انتشر السواد، فقال قد والله إذن دفعت الخيل فاسرعى بى الى بيتي فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل الى بيته، قالت وفي عنق الجارية طوق من ورق فيلقاها رجل فيقتطعه من عنقها قالت فلما دخل رسول الله مكة ودخل المسجد أتى أبو بكر بابيه يقوده فلما رآه رسول الله قال «هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟» قال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت اليه. فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال أسلم فأسلم، قالت ودخل به أبو بكر وكان رأسه كالثغامة بياضا فقال رسول الله «غيروا هذا من شعره» ثم قام أبو بكر فاخذ بيد أخته وقال: أنشد الله والإسلام طوق أختى؟ فلم يجبه أحد قال فقال أي أخية احتسبي طوقك فو الله إن الأمانة في الناس اليوم القليل. يعنى به الصديق ذلك اليوم على التعيين لان الجيش فيه كثرة ولا يكاد أحد يلوى على أحد مع انتشار الناس ولعل الّذي أخذه تأول أنه من حربي والله اعلم.

وقال الحافظ البيهقي أنبأ عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس الأصم أنبأ بحر بن نصرانبا ابن وهب أخبرني ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب أخذ بيد أبى قحافة فأتى به النبي ، فلما وقف به على رسول الله قال «غيروه ولا تقربوه سوادا» قال ابن وهب وأخبرنى عمر بن محمد عن زيد بن أسلم أن رسول الله هنأ أبا بكر بإسلام أبيه قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبى نجيح أن رسول الله حين فرق جيشه من ذي طوى أمر الزبير بن العوام أن يدخل في بعض الناس من كداء، وكان الزبير على المجنبة اليسرى، وأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>