للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخيبها إذ رغبت اليه واستغاثت به، وأحب أن لا يغضب سعد فأخذ الراية منه فدفعها الى ابنه قال ابن إسحاق] (١) وذكر ابن أبى نجيح في حديثه أن رسول الله أمر خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله ودخل رسول الله من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة فضربت له هنالك قبته.

وروى البخاري من حديث الزهري عن على بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله أين تنزل غدا؟ فقال «وهل ترك لنا عقيل من رباع» ثم قال «لا يرث الكافر المؤمن ولا المؤمن الكافر». ثم

قال البخاري ثنا أبو اليمان ثنا شعيب ثنا أبو الزبير عن عبد الرحمن عن أبى هريرة عن النبي قال «منزلنا غدا إن شاء الله إذا فتح الله، الخيف حيث تقاصموا على الكفر»

وقال الامام أحمد ثنا يونس ثنا إبراهيم - يعنى ابن سعد - عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله «منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بنى كنانة حيث تقاسموا على الكفر» ورواه البخاري من حديث إبراهيم بن سعد به نحوه. وقال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله ابن أبى نجيح وعبد الله بن أبى بكر أن صفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو كانوا قد جمعوا ناسا بالخندمة ليقاتلوا، وكان حماس بن قيس بن خالد أخو بنى بكر يعد سلاحا قبل قدوم رسول الله ويصلح منه، فقالت له امرأته لماذا تعد ما أرى؟ قال لمحمد وأصحابه، فقالت والله ما أرى يقوم لمحمد وأصحابه شيء، قال والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم. ثم قال:

إن يقبلوا اليوم فما لي عله … هذا سلاح كامل وألّه

وذو غرارين سريع السلة

قال ثم شهد الخندمة مع صفوان وعكرمة وسهيل فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد ناوشوهم شيئا من قتال فقتل كرز بن جابر أحد بنى محارب بن فهر وحنيش (٢) بن خالد بن ربيعة بن أصرم حليف بنى منقذ وكانا في جيش خالد، فشذا عنه فسلكا غير طريقه فقتلا جميعا، وكان قتل كرز قبل حنيش (٣) قالا: وقتل من خيل خالد أيضا سلمة بن الميلاء الجهنيّ وأصيب من المشركين قريب من اثنى عشر أو ثلاثة عشر ثم انهزموا فخرج حماس منهزما حتى دخل بيته ثم قال لامرأته اغلقى على بابي، قالت فأين ما كنت تقول؟ فقال:


(١) ما بين المربعين المروي عن ابن عساكر لم يرد في نسخة دار الكتب المصرية.
(٢) في الأصل حنيش وفي ابن هشام والتيمورية خنيس وقال السهيليّ إن الصواب حبيش.
(٣) وفي ابن هشام: أن خنيس بن خالد قتل فأخذه كرز فجعله بين رجليه ثم قاتل عنه حتى قتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>