بانت سعاد فقلبي اليوم متبول … متيم عندها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا … إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة … لا يشتكي قصر منها ولا طول (١)
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت … كأنه منهل بالراح معلول
شجت بذي شبم من ماء محنية … صاف بأبطح اضحى وهو مشمول
تنفى الرياح القذى عنه وأفرطه … من صوب غادية بيض يعاليل
فيا لها خلة لو أنها صدقت … بوعدها أولو ان النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها … فجع وولع وإخلاف وتبديل
فما تدوم على حال تكون بها … كما تلوّن في أثوابها الغول
وما تمسّك بالعهد الّذي زعمت … الا كما يمسك الماء الغرابيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت … إن الأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا … وما مواعيدها الا الأباطيل
أرجو وآمل أن تدنو مودتها … وما لهن أخال الدهر تعجيل
أمست سعاد بأرض لا تبلغها … الا العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة … فيها على الأين إرقال وتبغيل
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت … عرضتها طامس الأعلام مجهول
ترمى الغيوب بعيني مفرد لهق … إذا توقدت الحزان والميل
ضخم مقلدها فعم مقيدها … في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
حرف أخوها أبوها من مهجنة … وعمها خالها قوداء شمليل
يمشى القراد عليها ثم يزلقه … منها لبان وأقراب زهاليل
عيرانة قذفت بالنحض عن عرض … مرفقها عن بنات الزور مفتول
قنواء في حربتيها للبصير بها … عتق مبين وفي الخدين تسهيل
كأنما فات عينيها ومذبحها … من خطمها ومن اللحيين برطيل
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل … في غادر لم تخونه الأحاليل
تهوى على يسرات وهي لاهية … ذوابل وقعهن الأرض تحليل
يوما تظل به الحرباء مصطخدا … كأن ضاحيه بالشمس محلول
(١) لم يورد المصنف هذا البيت واختصر بعض أبيات منها مع تقديم وتأخير وهي مشهورة فلتراجع.