للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو عمرو بن مطر سمعت أبا خليفة يقول سمعت ابن عائشة يقول:

لما قدم رسول الله المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:

طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا … ما دعا لله داع

قال البيهقي: وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك والله أعلم. فذكرناه ها هنا أيضا. قال البخاري حديث كعب ابن مالك : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك - وكان قائد كعب من بنيه حين عمى - قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها الا في غزوة تبوك، غير أنى كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، انما خرج رسول الله يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله ليلة العقبة حتى تواثبنا (١) على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها، كان من خبري أنى لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة، ولم يكن رسول الله يريد غزوة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا وعددا وعدادا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهّبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الّذي يريد والمسلمون مع رسول الله كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد الديوان - قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن يستخفى له ما لم ينزل فيه وحي الله، وغزا رسول الله [تلك الغزوة] حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فارجع ولم اقض شيئا، فأقول في نفسي أنا قادر عليه فلم يزل يتمادى بى حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله والمسلمون معه ولم اقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقص شيئا، ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل بى حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن ارتحل فأدركهم - وليتني فعلت - فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله فطفت فيهم أحزننى أنى لا أرى الا رجلا مغموصا عليه النفاق، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء،

ولم يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك «ما فعل كعب؟» فنال


(١) كذا بالأصلين، وفي البخاري: حين تواثقنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>