للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَتْنِي ظَمْيَاءُ بِنْتُ عبد العزيز بن موءلة بن كثيف بن حميل بْنِ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضِّبَابُ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عن موءلة أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ يَمِينَهُ وَسَاقَ إِبِلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَدَّقَهَا بِنْتَ لَبُونٍ ثُمَّ صَحِبَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَاشَ فِي الْإِسْلَامِ مِائَةَ سَنَةٍ وَكَانَ يُسَمَّى ذَا اللِّسَانَيْنِ مِنْ فَصَاحَتِهِ. قُلْتُ وَالظَّاهِرُ أَنَّ قِصَّةَ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ مُتَقَدِّمَةٌ عَلَى الْفَتْحِ، وَإِنْ كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ والبيهقي قد ذكرها بَعْدَ الْفَتْحِ وَذَلِكَ لِمَا رَوَاهُ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَاكِمِ عَنِ الْأَصَمِّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة عن أنس فِي قِصَّةِ بِئْرِ مَعُونَةَ وَقَتْلِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ خَالَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَدْرِهِ بِأَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ حَتَّى قُتِلُوا عَنْ آخِرِهِمْ سِوَى عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ يَحْيَى: فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا اللَّهمّ اكْفِنِي عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ بِمَا شِئْتَ وَابْعَثْ عَلَيْهِ مَا يَقْتُلُهُ فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ الطَّاعُونَ. وَرَوَى عن همام عن إسحاق ابن عبد الله عن أنس في قصة ابن مِلْحَانَ قَالَ وَكَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ قَدْ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُخَيِّرُكَ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَيَكُونُ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَأَكُونُ خَلِيفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ أَوْ أَغْزُوكَ بِغَطَفَانَ بِأَلْفِ أَشْقَرَ وَأَلْفِ شَقْرَاءَ، قَالَ فَطُعِنَ فِي بَيْتِ امرأة فقال غدة كغدة البعير وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي فُلَانٍ ائْتُونِي بِفَرَسِي فَرَكِبَ فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثُمَّ خَرَجَ أَصْحَابُهُ حِينَ رأوه حَتَّى قَدِمُوا أَرْضَ بَنِي عَامِرٍ شَاتِينَ فَلَمَّا قدموا أتاهم قومهم: فقالوا وما وَرَاءَكَ يَا أَرْبَدُ؟ قَالَ لَا شَيْءَ: وَاللَّهِ لَقَدْ دَعَانَا إِلَى عِبَادَةِ شَيْءٍ لَوَدَدْتُ لَوْ أَنَّهُ عِنْدِي الْآنَ فَأَرْمِيَهُ بِالنَّبْلِ حَتَّى أَقْتُلَهُ الْآنَ فَخَرَجَ بَعْدَ مَقَالَتِهِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ معه جمل له يبيعه فأرسل الله عَلَيْهِ وَعَلَى جَمَلِهِ صَاعِقَةً فَأَحْرَقَتْهُمَا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ أَرْبَدُ بْنُ قَيْسٍ أَخَا لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ لِأُمِّهِ فَقَالَ لَبِيدٌ يَبْكِي أَرْبَدَ:

مَا إِنْ تُعَرِّي [١] الْمَنُونُ مِنْ أَحَدِ ... لَا وَالِدٍ مُشْفِقٍ وَلَا وَلَدِ

أَخْشَى عَلَى أَرْبَدَ الحتوف ولا ... أرهب نوء السماك والأسد

فعين هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ... قُمْنَا وَقَامَ النِّسَاءُ فِي كَبَدِ

إِنْ يَشْغَبُوا لَا يُبَالِ شَغْبَهُمُ ... أو يقصدوا في الحكوم يقتصد

حلو أريب وفي حلاوته ... مر لصيق الْأَحْشَاءِ وَالْكَبَدِ

وَعَيْنِ هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ... ألوت رياح الشتاء بالعضد


[١] في الأصل: تعزى بالزاي وفي ابن هشام بالراء، وفي الخشنيّ بالدال المهملة وقال معناه هنا تترك.

<<  <  ج: ص:  >  >>