عن عمر به. وهذا صريح في أن التقبيل يقدم على القول فالله أعلم. وقال الامام احمد ثنا عبد الرزاق أنبأنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر أن عمر قبل الحجر. ثم قال: قد علمت أنك حجر ولولا أنى رأيت رسول الله ﷺ قبلك ما قبلتك. هكذا رواه الامام احمد. وقد أخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن أبى بكر المقدمي عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عمر قبل الحجر وقال:
إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر ولكنى رأيت رسول الله ﷺ يقبلك. ثم قال: مسلم ثنا خلف ابن هشام والمقدمي وأبو كامل وقتيبة كلهم عن حماد قال خلف ثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس. قال: رأيت الأصلع - يعنى - عمر يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك.
وفي رواية المقدمي وأبى كامل رأيت الأصلع وهذا من أفراد مسلم دون البخاري وقد رواه الامام احمد عن أبى معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس به. ورواه احمد أيضا عن غندر عن شعبة عن عاصم الأحول به. وقال الامام احمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم ابن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال رأيت عمر يقبل الحجر ويقول: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولكنى رأيت أبا القاسم ﷺ بك حفيا. ثم رواه احمد عن وكيع عن سفيان الثوري به.
وزاد فقبله والتزمه وهكذا رواه مسلم من حديث عبد الرحمن بن مهدي بلا زيادة. ومن حديث وكيع بهذه الزيادة قبّل الحجر والتزمه. وقال رأيت رسول الله ﷺ بك حفيا. وقال الامام احمد ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن عمر ابن الخطاب أكب على الركن: وقال إني لأعلم أنك حجر ولو لم أر حبيبي ﷺ قبلك واستلمك ما استلمتك ولا قبلتك ﴿لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ وهذا إسناد جيد قوى ولم يخرجوه وقال أبو داود الطيالسي ثنا جعفر بن عثمان القرشي من أهل مكة قال رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه. ثم قال: رأيت خالك ابن عباس قبله وسجد عليه. وقال ابن عباس رأيت عمر بن الخطاب قبله وسجد عليه. ثم قال عمر لو لم أر النبي ﷺ قبله ما قبلته. وهذا أيضا إسناد حسن ولم يخرجه إلا النسائي عن عمرو بن عثمان عن الوليد بن مسلم عن حنظلة بن أبى سفيان عن طاوس عن ابن عباس عن عمر فذكر نحوه. وقد روى هذا الحديث عن عمر الامام احمد أيضا من حديث يعلى بن أمية عنه. وأبو يعلى الموصلي في مسندة من طريق هشام بن حشيش (١) بن الأشقر عن عمر. وقد أوردنا ذلك كله بطرقه وألفاظه وعزوه وعلله في الكتاب الّذي جمعناه في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ ولله الحمد والمنة. وبالجملة فهذا الحديث مروى من طرق