للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة على بعير ليراه الناس وليشرف وليسألوه فان الناس غشوه، ولم يطف النبي ولا أصحابه بين الصفا والمروة الا طوافا واحدا.

ورواه مسلم أيضا عن أبى بكر بن أبى شيبة عن على بن مسهر وعن على بن خشرم عن عيسى بن يونس وعن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد كلهم عن ابن جريج به وليس في بعضها وبين الصفا والمروة. وقد رواه أبو داود عن احمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: طاف النبي في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة. ورواه النسائي عن الفلاس عن يحيى، وعن عمران بن يزيد عن سعيد بن إسحاق كلاهما عن ابن جريج به. فهذا محفوظ من حديث ابن جريج وهو مشكل جدا لأن. بقية الروايات عن جابر وغيره تدل على أنه كان ماشيا بين الصفا والمروة، وقد تكون رواية أبى الزبير عن جابر وغيره تدل على أنه كان ماشيا بين الصفا والمروة، وقد تكون رواية أبى الزبير عن جابر لهذه الزيادة وهي قوله وبين الصفا والمروة مقحمة أو مدرجة ممن بعد الصجابى والله اعلم. أو أنه طاف بين الصفا والمروة بعض الطوفان على قدميه وشوهد منه ما ذكر فلما ازدحم الناس عليه وكثروا ركب كما يدل عليه حديث ابن عباس الآتي قريبا وقد سلم ابن حزم أن طوافه الأول بالبيت كان ماشيا وحمل ركوبه في الطواف على ما بعد ذلك وادعى أنه كان راكبا في السعي بين الصفا والمروة قال: لأنه لم يطف بينهما الامرة واحدة ثم تأول قول جابر حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل بأنه لم يصدق ذلك وان كان راكبا فإنه إذا انصب بعيره فقد انصب كله وانصبت قدماه مع سائر جسده. قال وكذلك ذكر الرمل يعنى به رمل الدابة براكبها وهذا التأويل بعيد جدا والله اعلم. وقال أبو داود ثنا أبو سلمة موسى ثنا حماد أنبأنا أبو عاصم الغنوي عن أبى الطفيل قال قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله قد رمل بالبيت وأن ذلك من سنته قال صدقوا وكذبوا فقلت ما صدقوا وما كذبوا؟ قال صدقوا رمل رسول الله وكذبوا ليس بسنة: ان قريشا قالت زمن الحديبيّة دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف، فلما صالحوه على ان يحجوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام فقدم رسول الله والمشركون من قبل قعيقعان

فقال رسول الله لأصحابه ارملوا بالبيت ثلاثا وليس بسنة. قالت: يزعم قومك أن رسول الله طاف بين الصفا والمروة على بعير وأن ذلك سنة قال صدقوا وكذبوا قلت ما صدقوا وما كذبوا قال صدقوا قد طاف رسول الله بين الصفا والمروة على بعير، وكذبوا ليست بسنة، كان الناس لا يدفعون عن رسول الله ولا يصرفون عنه فطاف على بعير ليسمعوا كلامه وليروا مكانه ولا تناله أيديهم هكذا رواه أبو داود وقد رواه مسلم عن أبى كامل عن عبد الواحد بن زياد عن الجريريّ عن أبى الطفيل عن ابن عباس فذكر فضل الطواف بالبيت بنحو ما تقدم. ثم قال قلت لابن عباس:

<<  <  ج: ص:  >  >>