للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومال كل رجل من المسلمين على صاحبه من اليهود فقتله إلا رجلا واحدا أفلت على قدميه، فلما قدم ابن أنيس تفل في رأسه رسول الله فلم يقح (١) جرحه ولم يؤذه. قلت وأظن البعث الآخر الى خيبر لما بعثه خارصا على نخيل خيبر والله أعلم، بعث عبد الله بن عتيك وأصحابه الى خيبر فقتلوا أبا رافع اليهودي، بعث عبد الله بن أنيس الى خالد بن سفيان بن نبيح فقتله بعرنة.

وقد روى ابن إسحاق قصته ها هنا مطولة وقد تقدم ذكرها في سنة خمس والله أعلم، بعث زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة الى مؤتة من أرض الشام فأصيبوا كما تقدم، بعث كعب بن عمير (٢) الى ذات أطلاح من أرض الشام فأصيبوا جميعا أيضا، بعث عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الى بنى العنبر من تميم فأغار عليهم فأصاب منهم أناسا ثم ركب وفدهم الى رسول الله في أسراهم فأعتق بعضا وفدى بعضا، بعث غالب بن عبد الله أيضا الى أرض بنى مرة فأصيب بها مرداس بن نهيك حليف لهم من الحرقة من جهنية قتله اسامة بن زيد ورجل من الأنصار أدركاه فلما شهرا السلاح قال: لا إله إلا الله فلما رجعا لامهما رسول الله أشد اللوم فاعتذرا بأنه ما قال ذلك إلا تعوذا من القتل. فقال لاسامة هلا شققت عن قلبه وجعل يقول لاسامة: من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة.

قال: اسامة فما زال يكررها حتى لوددت أن لم أكن أسلمت قبل ذلك. وقد تقدم الحديث بذلك، بعث عمرو بن العاص الى ذات السلاسل من أرض بنى عذرة يستنفر العرب الى الشام وذلك أن أم العاص بن وائل كانت من بلى فلذلك بعث عمرا يستنفرهم ليكون أنجع فيهم فلما وصل الى ماء لهم يقال له السلسل خافهم فبعث يستمد رسول الله فبعث رسول الله سرية فيهم أبو بكر وعمر وعليها أبو عبيدة بن الجراح فلما انتهوا اليه تأمر عليهم كلهم عمرو وقال إنما بعثتم مددا لي فلم يمانعه أبو عبيدة لأنه كان رجلا سهلا لينا هينا عند أمر الدنيا فسلم له وانقاد معه، فكان عمرو يصلى بهم كلهم ولهذا لما رجع.

قال: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قال فمن الرجال؟ قال: أبوها، بعث عبد الله بن أبى حدرد الى بطن أضم وذلك قبل فتح مكة وفيها قصة محلم بن جثامة وقد تقدم مطولا في سنة سبع، بعث ابن أبى حدرد أيضا الى الغابة، بعث عبد الرحمن بن عوف الى دومة الجندل. قال: محمد بن إسحاق حدثني من لا أتهم عن عطاء بن أبى رباح. قال: سمعت رجلا من أهل البصرة يسأل عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إرسال العمامة من خلف الرجل إذا اعتم. قال فقال عبد الله: أخبرك إن شاء الله عن ذلك تعلم أنى كنت عاشر عشرة رهط من أصحاب النبي في مسجده أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود ومعاذ بن جبل وحذيفة


(١) في ابن هشام: فلم تقح. وفي التيمورية فلم يفج بالفاء والجيم وأحسبه تصحيف.
(٢) في الأصل: ابن عمرو والتصحيح عن الاصابة ومعجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>