لسكرات ثم نصب إصبعه اليسرى وجعل يقول في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده في الماء. ورواه البخاري عن محمد عن عيسى بن يونس.
وقال أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت عروة يحدث عن عائشة قالت: كنا نحدث أن النبي لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة. قالت: فلما كان مرض رسول الله ﷺ الّذي مات فيه عرضت له بحة.
فسمعته يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. قالت عائشة: فظننا أنه كان يخير. وأخرجاه من حديث شعبة به. وقال الزهري أخبرنى سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة. قالت كان رسول الله ﷺ يقول وهو صحيح: إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير. قالت عائشة: فلما نزل برسول الله ﷺ ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره الى سقف البيت.
وقال اللهمّ الرفيق الأعلى فعرفت أنه الحديث الّذي كان حدثناه وهو صحيح أنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير. قالت عائشة فقلت: إذا لا تختارنا وقالت عائشة كانت تلك الكلمة آخر كلمة تكلم بها رسول الله ﷺ الرفيق الأعلى أخرجاه من غير وجه عن الزهري به.
وقال سفيان هو الثوري عن إسماعيل بن أبى خالد عن أبى بردة عن عائشة قالت أغمى على رسول الله ﷺ وهو في حجري فجعلت أمسح وجهه وأدعو له بالشفاء. فقال لا، بل أسأل الله الرفيق الأعلى الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل. رواه النسائي من حديث سفيان الثوري به.
وقال البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وغيره قالوا ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أخبرته أنها سمعت رسول الله ﷺ وأصغت اليه قبل أن يموت وهو مسند الى صدرها يقول: اللهمّ اغفر لي وارحمني والحقنى بالرفيق (١). أخرجاه من حديث هشام بن عروة. وقال الامام احمد حدثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد سمعت عائشة تقول: مات رسول الله ﷺ بين سحري ونحري وفي دولتي ولم أظلم فيه أحدا فمن سفهي وحداثة سنى. أن رسول الله ﷺ قبض وهو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت الدم مع النساء وأضرب وجهي.
وقال الامام احمد حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله. قال قالت عائشة كان رسول الله ﷺ يقول: ما من نبي إلا تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم ترد اليه فيخير بين أن ترد اليه وبين أن يلحق، فكنت قد حفظت ذلك منه فانى لمسندته الى صدري فنظرت اليه حين مالت عنقه فقلت قد قضى فعرفت الّذي قال، فنظرت اليه
(١) زاد في التيمورية (الأعلى). وفي صحيح البخاري كالأصل.