الله المنافقين. قالت: ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب فنظر اليه فقال ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾ مات رسول الله ﷺ ثم أتاه من قبل رأسه فحدرناه فقبل جبهته ثم قال وا نبياه ثم رفع رأسه فحدرناه وقبل جهته ثم قال وا صفياه ثم رفع رأسه وحدرناه وقبل جبهته وقال وا خليلاه مات رسول الله ﷺ وخرج الى المسجد وعمر يخطب الناس ويتكلم ويقول إن رسول الله لا يموت حتى يفنى الله المنافقين. فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله يقول ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ حتى فرغ من الآية، ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ﴾ - حتى فرغ من الآية ثم قال فمن كان يعبد الله فان الله حىّ لا يموت ومن كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات فقال عمر: أو انها في كتاب الله؟ ما شعرت أنها في كتاب الله. ثم قال عمر: يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو سبية (١) المسلمين فبايعوه فبايعوه. وقد روى أبو داود والترمذي في الشمائل من حديث مرحوم بن عبد العزيز العطار عن أبى عمران الجونى به ببعضه. وقال الحافظ البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا احمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرنى أبو سلمة عن عبد الرحمن أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فيمم رسول الله ﷺ وهو مسجى ببرد حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله ثم بكى. ثم قال:
بأبي أنت وأمى يا رسول الله والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدا أما الموتة التي كتبت عليك فقدمتها.
قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس. فقال: اجلس يا عمر! فأبى عمر أن يجلس. فقال: اجلس يا عمر! فأبى عمر أن يجلس. فتشهد أبو بكر فأقبل الناس اليه. فقال: أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حىّ لا يموت قال الله تعالى ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ﴾ الآية. قال: فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما سمع بشر من الناس إلا يتلوها. قال الزهري وأخبرنى سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعرفت أنه الحق فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى هويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله ﷺ قد مات. ورواه البخاري عن يحيى ابن بكير به وروى الحافظ البيهقي من طريق ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير في ذكر وفاة رسول الله ﷺ. قال: وقام عمر بن الخطاب يخطب الناس ويتوعد من قال مات بالقتل والقطع ويقول: إن رسول الله ﷺ في غشية لو قد قام قتل وقطع وعمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن
(١) كذا في الأصل وفي التيمورية ذو اشبة: ولعلها ذو اسبقية في.