للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: حدثني إبراهيم بن يزيد عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس. وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالا: توفى رسول الله يوم الاثنين لثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. ورواه ابن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر بن حزم عن أبيه مثله - وزاد ودفن ليلة الأربعاء. وروى سيف بن عمر عن محمد بن عبيد الله العرزميّ عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس. قال: لما قضى رسول الله حجة الوداع ارتحل فأتى المدينة فأقام بها بقيا ذي الحجة والمحرم وصفرا، ومات يوم الاثنين لعشر خلون من ربيع الأول. وروى أيضا عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة. وفي حديث فاطمة عن عمرة عن عائشة مثله إلا أن ابن عباس قال في أوله لأيام مضين منه وقالت عائشة بعد ما مضى أيام منه.

«فائدة» قال أبو القاسم السهيليّ في الروض ما مضمونه. لا يتصور وقوع وفاته يوم الاثنين ثانى عشر ربيع الأول من سنة احدى عشرة وذلك لأنه وقف في حجة الوداع سنة عشر يوم الجمعة فكان أول ذي الحجة يوم الخميس فعلى تقدير أن تحسب الشهور تامة أو ناقصة أو بعضها تام وبعضها ناقص، لا يتصور أن يكون يوم الاثنين ثانى عشر ربيع الأول وقد اشتهر هذا الإيراد على هذا القول. وقد حاول جماعة الجواب عنه ولا يمكن الجواب عنه إلا بمسلك واحد وهو اختلاف المطالع بأن يكون أهل مكة رأوا هلال ذي الحجة ليلة الخميس وأما أهل المدينة فلم يروه إلا ليلة الجمعة ويؤيد هذا قول عائشة وغيرها خرج رسول الله لخمس بقين من ذي القعدة - يعنى من المدينة - الى حجة الوداع ويتعين بما ذكرناه انه خرج يوم السبت وليس كما زعم ابن حزم انه خرج يوم الخميس لأنه قد بقي أكثر من خمس بلا شك ولا جائز أن يكون خرج يوم الجمعة لأن أنسا قال صلى رسول الله الظهر بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين. فتعين أنه خرج يوم السبت لخمس بقين فعلى هذا انما رأى أهل المدينة هلال ذي الحجة ليلة الجمعة وإذا كان أول ذي الحجة عند أهل المدينة الجمعة وحسبت الشهور بعده كوامل يكون أول ربيع الأول يوم الخميس فيكون ثانى عشره يوم الاثنين والله أعلم وثبت في الصحيحين من حديث مالك عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن أنس بن مالك. قال: كان رسول الله ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ولا بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله ﷿ على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. وهكذا رواه ابن وهب عن عروة عن الزهري عن أنس وعن قرة بن ربيعة عن أنس مثل ذلك. قال الحافظ ابن عساكر. حديث قرة عن الزهري غريب وأما من رواية ربيعة عن أنس فرواها عنه جماعة كذلك ثم أسند من طريق سليمان بن بلال

<<  <  ج: ص:  >  >>