للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك وموسى كليمه وهو كذلك وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك وآدم اصطفاه الله وهو كذلك. ألا وإني حبيب الله ولا فخر ألا وإني أول شافع وأول مشفع ولا فخر وأنا أول من يحرك حلقة باب الجنة فيفتحه الله فيدخلنيها ومعى فقراء المؤمنين وأنا أكرم الأولين والآخرين يوم القيامة ولا فخر * هذا حديث غريب من هذا الوجه وله شواهد من وجوه أخر والله أعلم * وروى الحاكم في مستدركه من حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال أتنكرون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين * وقال ابن أبى حاتم حدثنا أبى حدثنا محمود بن خالد المسلمي حدثنا الوليد عن إسحاق بن بشار قال لما اتخذ الله إبراهيم خليلا القى في قلبه الوجل حتى أن كان خفقان قلبه ليسمع من بعد كما يسمع خفقان الطير في الهواء وقال عبيد بن عمير كان إبراهيم يضيف الناس فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه فلم يجد أحدا يضيفه فرجع الى داره فوجد فيها رجلا قائما فقال يا عبد الله ما أدخلك داري بغير إذني قال دخلتها بأذن ربها * قال ومن أنت قال أنا ملك الموت أرسلنى ربى الى عبد من عباده أبشره بان الله قد اتخذه خليلا قال من هو فو الله إن أخبرتنى به ثم كان باقي البلاد لآتينه ثم لا أبرح له جارا حتى يفرق بيننا الموت قال ذلك العبد أنت قال أنا قال نعم قال فبم اتخذني ربى خليلا قال بأنك تعطى الناس ولا تسألهم. رواه ابن أبى حاتم * وقد ذكره الله تعالى في القرآن كثيرا في غير ما موضع بالثناء عليه والمدح له فقيل إنه مذكور في خمسة وثلاثين موضعا منها خمسة عشر في البقرة وحدها وهو أحد أولى العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم تخصيصا من بين سائر الأنبياء في آيتي الأحزاب والشورى وهما قوله تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً﴾ وقوله ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ الآية. ثم هو أشرف أولى العزم بعد محمد وهو الّذي وجده في السماء السابعة مسندا ظهره بالبيت المعمور الّذي يدخله كل يوم سبعون الفا من الملائكة ثم لا يعودون اليه آخر ما عليهم. وما وقع في حديث شريك ابن أبى نمير عن انس في حديث الاسراء من أن إبراهيم في السادسة وموسى في السابعة فمما انتقد على شريك في هذا الحديث والصحيح الأول *

وقال احمد حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن.

تفرد به احمد.

ثم مما يدل على أن إبراهيم أفضل من موسى

الحديث الّذي قال فيه (وأخرت الثالثة ليوم يرغب الى الخلق كلهم حتى إبراهيم) رواه مسلم من حديث أبى بن كعب . وهذا هو المقام المحمود

<<  <  ج: ص:  >  >>