للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبويّة إلى المدينة وكانت وفاته في سنة خمس وثلاثين في آخر أيام عثمان - أو في أول سنة ست وثلاثين - وقيل إنه توفى في أيام عمر بن الخطاب، والأول أكثر. قال العباس بن يزيد البحراني:

وكان أهل العلم لا يشكون انه عاش مائتين وخمسين سنة واختلفوا فيما زاد على ذلك إلى ثلاثمائة وخمسين. وقد ادعى بعض الحفاظ المتأخرين أنه لم يجاوز المائة فالله اعلم بالصواب.

ومنهم شقران الحبشي واسمه صالح بن عدي، ورثه من أبيه. وقال مصعب الزبيري ومحمد بن سعد: كان لعبد الرحمن بن عوف فوهبه للنّبيّ . وقد روى احمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبى معشر أنه ذكره فيمن شهد بدرا، قال ولم يقسم له رسول الله . وهكذا ذكره محمد بن سعد فيمن شهد بدرا وهو مملوك، فلهذا لم يسهم له بل استعمله على الأسرى، فحذاه (١) كل رجل له أسير شيئا، فحصل له أكثر من نصيب كامل. قال وقد كان ببدر ثلاثة غلمان غيره، غلام لعبد الرحمن بن عوف، وغلام لحاطب بن أبى بلتعة، وغلام لسعيد بن معاذ، فرضخ (٢) لهم ولم يقسم. قال أبو القاسم البغوي: وليس له ذكر فيمن شهد بدرا في كتاب الزهري، ولا في كتاب ابن إسحاق. وذكر الواقدي عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى سبرة عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى جهم قال: استعمل رسول الله شقران مولاه على جميع ما وجد في في رحال المريسيع من رثة (٣) المتاع والسلاح والنعم والشاء وجمع الذرية ناحية. وقال الامام احمد ثنا أسود بن عامر ثنا مسلم بن خالد عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن شقران مولى رسول الله قال: رأيته - يعنى النبي متوجها إلى خيبر على حمار يصلّى عليه، يومى إيماء. وفي هذه الأحاديث شواهد أنه شهد هذه المشاهد وروى الترمذي عن زيد بن أخزم عن عثمان بن فرقد عن جعفر بن محمد أخبرنى ابن أبى رافع قال سمعت شقران يقول: أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله في القبر. وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: الّذي اتخذ قبر النبي أبو طلحة، والّذي ألقى القطيفة شقران. ثم قال الترمذي حسن غريب وقد تقدم أنه شهد غسل رسول الله ونزل في قبره، وأنه وضع تحته القطيفة التي كان يصلّى عليها وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك. وذكر الحافظ أبو الحسن بن الأثير في الغابة أنه انقرض نسله فكان آخرهم موتا بالمدينة في أيام الرشيد.

ومنهم ضميرة بن أبى ضميرة الحميري، أصابه سبى في الجاهلية فاشتراه النبي فأعتقه، ذكره مصعب الزبيري قال: وكانت له دار بالبقيع، وولد.

قال عبد الله بن وهب عن ابن


(١) حذاه أعطاه والحذوة العطية والقطعة من اللحم.
(٢) أعطاه عطاء غير كثير.
(٣) الرثة: متاع البيت الدون بوزن الهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>