للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أنا بمخبرك، سماني رسول الله سفينة. قلت ولم سماك سفينة؟

قال خرج رسول الله ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم فقال لي «أبسط كساك» فبسطته، فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه على، فقال لي رسول الله «احمل فإنما أنت سفينة» فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل على، إلا أن يحفوا (١).

وهذا الحديث عن أبى داود والترمذي والنسائي. ولفظه عندهم «خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا»

وقال الامام احمد حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة. قال: كنا في سفر، فكان كلما أعيا رجل ألقى على ثيابه، ترسا أو سيفا حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال النبي «أنت سفينة» هذا هو المشهور في تسميته سفينة:

وقد قال أبو القاسم البغوي ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ومحمد بن جعفر الوركانى قالا: ثنا شريك بن عبد الله النخعي عن عمران البجلي عن مولى لام سلمة. قال: كنا مع رسول الله فمررنا بواد - أو نهر - فكنت أعبر الناس، فقال لي رسول الله «ما كنت منذ اليوم إلا سفينة» وهكذا رواه الامام احمد عن أسود بن عامر عن شريك. وقال أبو عبد الله بن مندة ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة قال: ركبت البحر في سفينة فكسرت بنا، فركبت لوحا منها فطرحني في جزيرة فيها أسد، فلم يرعني الا به، فقلت يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله ، فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامنى على الطريق، ثم همهم فظننت أنه السلام. وقد رواه أبو القاسم البغوي عن إبراهيم بن هانئ عن عبيد الله بن موسى عن رجل عن محمد بن المنكدر عنه. ورواه أيضا عن محمد بن عبد الله المخرمي عن حسين بن محمد. قال قال عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة عن محمد بن المنكدر عن سفينة فذكره. ورواه أيضا حدثنا هارون بن عبد الله ثنا على بن عاصم حدثني أبو ريحانة عن سفينة مولى رسول الله قال: لقيني الأسد فقلت أنا سفينة مولى رسول الله قال فضرب بذنبه الأرض وقعد. وروى له مسلم وأهل السنن. وقد تقدم في الحديث الّذي رواه الامام احمد أنه كان يسكن بطن نخلة، وأنه تأخر إلى أيام الحجاج.

ومنهم سلمان الفارسي أبو عبد الله مولى الإسلام، أصله من فارس وتنقلت به الأحوال إلى أن صار لرجل من يهود المدينة، فلما هاجر رسول الله الى المدينة أسلّم سلمان وأمره رسول الله فكاتب سيده اليهودي، وأعانه رسول الله على أداء ما عليه فنسب اليه

وقال «سلمان منا أهل البيت». وقد قدمنا صفة هجرته من بلده وصحبته لأولئك الرهبان واحدا بعد واحد حتى آل به الحال إلى المدينة النبويّة، وذكر صفة إسلامه في أوائل الهجرة


(١) يحفوا، أحفى السؤال ردده وألح عليه وبرح به وأحفيته حملته.

<<  <  ج: ص:  >  >>