للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قومه بالصيام يوم عاشوراء، وهو أسماء بن حارثة.

فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول الله بعثه فقال «مرقومك بصيام هذا اليوم». قال أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال «فليتموا آخر يومهم».

وقد رواه احمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبى بكر عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي عن أبيه هند قال: بعثني رسول الله الى قوم من أسلّم فقال «مرقومك فليصوموا هذا اليوم، ومن وجدت منهم أكل في أول يومه فليصم آخره». قال محمد بن سعد عن الواقدي: أنبأنا محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول:

ما كنت أظن أن هندا وأسماء ابني حارثة إلا مملوكين لرسول الله [. قال الواقدي كانا يخدمانه لا يبرحان بابه هما وأنس بن مالك]. قال محمد بن سعد: وقد توفى أسماء بن حارثة في سنة ست وستين بالبصرة عن ثمانين سنة.

ومنهم بكير بن الشداخ الليثي

ذكر ابن مندة من طريق أبى بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكير بن شداخ الليثي كان يخدم النبي ، فاحتلم فاعلم بذلك رسول الله وقال: إني كنت أدخل على أهلك وقد احتلمت الآن يا رسول الله، فقال «اللهمّ صدق قوله، ولقه الظفر» فلما كان في زمان عمر قتل رجل من اليهود، فقام عمر خطيبا فقال: أنشد الله رجلا عنده من ذلك علم؟ فقام بكير فقال: أنا قتلته يا أمير المؤمنين. فقال عمر بؤت بدمه فأين المخرج؟ فقال يا أمير المؤمنين إن رجلا من الغزاة استخلفني على أهله، فجئت فإذا هذا اليهودي عند امرأته وهو يقول:

وأشعث غره الإسلام منى … خلوت بعرسه ليل التمام

أبيت على ترائبها ويمسى … على جرد الأعنة والحزام

كان مجامع الربلات منها … فئام ينهضون الى فئام

قال فصدق عمر قوله وأبطل دم اليهودي بدعاء رسول الله لبكير بما تقدم.

ومنهم بلال بن رباح الحبشي. ولد بمكة وكان مولى لأمية بن خلف، فاشتراه أبو بكر منه بمال جزيل لأن كان أمية يعذبه عذابا شديدا ليرتد عن الإسلام فيأبى إلا الإسلام ، فلما اشتراه أبو بكر أعتقه ابتغاء وجه الله، وهاجر حين هاجر الناس، وشهد بدرا وأحدا وما بعدهما من المشاهد . وكان يعرف ببلال بن حمامة وهي أمه، وكان من أفصح الناس لا كما يعتقده بعض الناس أن سينه كانت شينا، حتى أن بعض الناس يروى حديثا في ذلك لا أصل له

عن رسول الله أنه قال: إن سين بلال شينا. وهو أحد المؤذنين الأربعة كما سيأتي، وهو أول من أذن كما قدمنا. وكان يلي أمر النفقة على العيال، ومعه حاصل ما يكون من المال. ولما توفى رسول الله كان فيمن خرج الى الشام للغزو، ويقال إنه أقام يؤذن لأبى بكر أيام خلافته،

<<  <  ج: ص:  >  >>