للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأول أصح وأشهر. قال الواقدي: مات بدمشق سنة عشرين وله بضع وستون سنة. وقال الفلاس قبره بدمشق، ويقال بداريا، وقيل إنه مات بحلب، والصحيح أن الّذي مات بحلب أخوه خالد.

قال مكحول حدثني من رأى بلال قال كان شديد الأدمة نحيفا أجنأ (١) له شعر كثير، وكان لا يغير شيبة .

ومنهم حبة وسواء ابنا خالد .

قال الامام احمد حدثنا أبو معاوية قال وثنا وكيع ثنا الأعمش عن سلام بن شرحبيل عن حبة وسواء ابنا خالد قالا: دخلنا على النبي وهو يصلح شيئا فأعناه، فقال «لا ينسأ من الرزق ما تهزهزت رءوسكما، فان الإنسان تلده أمه أحيمر ليس عليه قشرة، ثم يرزقه الله ﷿».

ومنهم ذو مخمر، ويقال ذو محبر، وهو ابن أخى النجاشي ملك الحبشة، ويقال ابن أخته. والصحيح الأول. كان بعثه ليخدم رسول الله نيابة عنه.

قال الامام احمد حدثنا أبو النضر ثنا جرير عن يزيد بن صليح عن ذي مخمر - وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي قال: كنا معه في سفر فأسرع السير حتى انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد. فقال له قائل يا رسول الله قد انقطع الناس، قال فجلس وحبس الناس معه حتى تكاملوا اليه، فقال لهم «هل لكم أن نهجع هجعة؟» [أو قال له قائل] فنزل ونزلوا فقالوا من يكلؤنا الليلة؟ فقلت انا جعلني الله فداك، فأعطانى خطام ناقته فقال «هاك لا تكونن لكعا» قال فأخذت بخطام ناقة رسول الله وخطام ناقتي، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما ترعيان، فانى كذلك انظر اليهما إذ أخذنى النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حرّ الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا فإذا أنا بالراحلتين منى غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة رسول الله وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته فقلت أصليت؟ قال لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ رسول الله ،

فقال «يا بلال هل في الميضاة ماء» يعنى الاداوة، فقال نعم جعلني الله فداك، فأتاه بوضوء لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن ثم قام النبي فصلّى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة فصلّى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا رسول الله أفرطنا، قال «لا، قبض الله أرواحنا وردها إلينا، وقد صلينا».

ومنهم ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس.

قال الأوزاعي حدثني يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت مع رسول الله ، فآتيه بوضوئه وحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول «سبحان ربى وبحمده الهوىّ، سبحان رب العالمين الهوىّ»


(١) جنا على الشيء إذا أكب عليه ومال يريد أنه منحن.

<<  <  ج: ص:  >  >>