فقال رسول الله «هل لك حاجة؟» قلت يا رسول الله مرافقتك في الجنة، قال «فأعنى على نفسك بكثرة السجود»
وقال الامام احمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبى ثنا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم بن محمد عن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول الله نهاري أجمع، حتى يصلّى عشاء الآخرة فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول لعلها أن تحدث لرسول الله حاجة، فما أزال أسمع رسول الله ﷺ يقول:«سبحان الله وبحمده» حتى أمل فارجع، أو تغلبني عيناي فأرقد، فقال لي يوما - لما يرى من حقي له وخدمتي إياه - «يا ربيعة بن كعب سلني أعطك» قال فقلت انظر في أمرى يا رسول الله ثم أعلمك ذلك، قال ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتينى، قال فقلت أسأل رسول الله لآخرتي فإنه من الله بالمنزل الّذي هو به، قال فجئته فقال «ما فعلت يا ربيعة؟» قال فقلت نعم يا رسول الله أسألك أن تشفع لي الى ربك فيعتقنى من النار، قال «فقال من أمرك بهذا يا ربيعة؟» قال فقلت لا والّذي بعثك بالحق ما أمرنى به أحد، ولكنك لما قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الّذي أنت به نظرت في أمرى فعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقا سيأتيني، فقلت أسأل رسول الله لآخرتي. قال فصمت رسول الله ﷺ طويلا ثم قال لي «إني فاعل فأعنى على نفسك بكثرة السجود».
وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة أنبأنا يزيد بن هارون ثنا مبارك بن فضالة ثنا أبو عمران الجونى عن ربيعة الأسلمي - وكان يخدم النبي ﷺ قال فقال لي ذات يوم «يا ربيعة ألا تزوج؟ قال قلت يا رسول ما أحب أن يشغلني عن خدمتك شيء، وما عندي ما أعطى المرأة. قال فقلت بعد ذلك رسول الله أعلم بما عندي منى يدعوني الى التزويج، لئن دعاني هذه المرة لأجيبنه. قال فقال لي «يا ربيعة ألا تزوج؟» فقلت يا رسول الله ومن يزوجني؟ ما عندي ما أعطى المرأة. فقال لي انطلق الى بنى فلان فقل لهم إن رسول الله يأمركم أن تزوجونى فتاتكم فلانة، قال فأتيتهم فقلت إن رسول الله أرسلنى إليكم لتزوجوني فتاتكم فلانة، قالوا فلانة؟ قال نعم، قالوا مرحبا برسول الله ومرحبا برسوله، فزوجوني فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله أتيتك من خير أهل بيت صدقونى وزوجوني، فمن أين لي ما أعطى صداقي؟ فقال رسول الله لبريدة الأسلمي «أجمعوا لربيعة في صداقه في وزن نواة من ذهب» فجمعوها فأعطونى فأتيتهم فقبلوها، فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله قد قبلوا فمن أين لي ما أو لم؟ قال فقال رسول الله لبريدة «أجمعوا لربيعة في ثمن كبش» قال فجمعوا وقال لي «انطلق الى عائشة فقل لها فلتدفع إليك ما عندها من الشعير» قال فأتيتها فدفعت الى، فانطلقت بالكبش والشعير فقالوا أما الشعير فنحن نكفيك، وأما الكبش فمر أصحابك فليذبحوه، وعملوا الشعير فأصبح والله عندنا خبز ولحم، ثم إن رسول الله أقطع أبا بكر أرضا له فاختلفنا في عذق، فقلت هو في أرضى.