للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله فرقا، فبعد ذلك تلا عليه رسول الله هذه السورة كالتثبيت له والبيان له إن هذا القرآن حق وصدق، وإنه أنزل على أحرف كثيرة رحمة ولطفا بالعباد. وقال ابن أبى خيثمة: هو أول من كتب الوحي بين يدي رسول الله . وقد اختلف في وفاته فقيل في سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين، وقيل ثلاث وعشرين، وقيل قبل مقتل عثمان بجمعة فالله أعلم.

ومنهم أرقم بن أبى الأرقم، واسمه عبد مناف بن أسد بن جندب بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم المخزومي. أسلّم قديما وهو الّذي كان رسول الله مستخفيا في داره عند الصفا وتعرف تلك الدار بعد ذلك بالخيزران. وهاجر وشهد بدرا وما بعدها، وقد آخى رسول الله بينه وبين عبد الله بن أنيس وهو الّذي كتب أقطاع عظيم بن الحارث المحاربي بأمر رسول الله بفخ وغيره، وذلك فيما رواه الحافظ ابن عساكر من طريق عتيق بن يعقوب الزبيري حدثني عبد الملك بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عمرو بن حزم. وقد توفى في سنة ثلاث وقيل خمس وخمسين وله خمس وثمانون سنة، وقد روى الإمام احمد له حديثين، الأول قال أحمد والحسن بن عرفة - واللفظ لأحمد -

حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن هشام بن زياد عن عمار ابن سعد عن عثمان بن أرقم بن أبى الأرقم عن أبيه - وكان من أصحاب النبي أن رسول الله قال: «إن الّذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج الإمام كالجارّ قصبه في النار» والثاني

قال احمد حدثنا عصام بن خالد ثنا العطاف بن خالد ثنا يحيى بن عمران عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده الأرقم أنه جاء إلى رسول الله فقال: «أين تريد؟» قال أردت يا رسول الله ها هنا وأومأ بيده الى حيز بيت المقدس، قال: «ما يخرجك اليه أتجارة؟» قال لا ولكن أردت الصلاة فيه، قال «الصلاة ها هنا» وأومأ بيده إلى مكة «خير من ألف صلاة» وأومأ بيده إلى الشام. تفرد بهما احمد.

ومنهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن، ويقال أبو محمد المدني خطيب الأنصار، ويقال له خطيب النبي قال محمد بن سعد: أنبأنا على بن محمد المدائني بأسانيده عن شيوخه في وفود العرب على رسول الله، قالوا قدم عبد الله بن عبس اليماني ومسلمة بن هاران الحدانى على رسول الله في رهط من قومهما بعد فتح مكة فأسلموا وبايعوا على قومهم، وكتب لهم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة في أموالهم، كتبه ثابت بن قيس بن شماس وشهد فيه سعد بن معاذ ومحمد بن مسلمة . وهذا الرجل ممن ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله بشره بالجنة.

وروى الترمذي في جامعه باسناد على شرط مسلم عن أبى هريرة أن رسول الله قال «نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر. نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>