وكتب على بن أبى طالب، وفيه شهادة جماعة من الصحابة منهم سعد بن معاذ ومعاوية بن أبى سفيان فهو كذب وبهتان مختلق موضوع مصنوع، وقد بين جماعة من العلماء بطلانه، واغتر بعض الفقهاء المتقدمين فقالوا بوضع الجزية عنهم وهذا ضعيف جدا. وقد جمعت في ذلك جزءا مفردا بينت فيه بطلانه وأنه موضوع، اختلقوه وصنعوه وهم أهل لذلك، وبينته وجمعت مفرق كلام الأئمة فيه ولله الحمد والمنة.
ومن الكتاب بين يديه ﷺ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وستأتي ترجمته في موضعها. وقد أفردت له مجلدا على حدة، ومجلدا ضخما في الأحاديث التي رواها عن رسول الله ﷺ والآثار والأحكام المروية عنه ﵁، وقد تقدم بيان كتابته في ترجمة عبد الله بن الأرقم.
ومنهم ﵃ العلاء بن الحضرميّ واسم الحضرميّ عباد، ويقال عبد الله بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن عريقة بن مالك بن الخزرج بن أياد بن الصدق بن زيد بن مقنع بن حضر موت ابن قحطان، وقيل غير ذلك في نسبه وهو من حلفاء بنى أمية. وقد تقدم بيان كتابته في ترجمة أبان ابن سعيد بن العاص، وكان له من الاخوة عشرة غيره فمنهم، عمرو بن الحضرميّ أول قتيل من المشركين قتله المسلمون في سرية عبد الله بن جحش، وهي أول سرية كما تقدم، ومنهم عامر بن الحضرميّ الّذي أمره أبو جهل لعنه الله فكشف عن عورته وناداه وا عمراه حين اصطف المسلمون والمشركون يوم بدر فهاجت الحرب وقامت على ساق وكان ما كان مما قدمناه مبسوطا في موضعه.
ومنهم شريح بن الحضرميّ، وكان من خيار الصحابة. قال فيه رسول الله «ذاك رجل لا يتوسد القرآن» يعنى لا ينام ويتركه، بل يقوم به آناء الليل والنهار، ولهم كلهم أخت واحدة وهي الصعبة بنت الحضرميّ أم طلحة بن عبيد الله. وقد بعث النبي ﷺ العلاء بن الحضرميّ الى المنذر بن ساوى ملك البحرين، ثم ولاه عليها أميرا حين افتتحها، وأقره عليها الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ولم يزل بها حتى عزله عنها عمر بن الخطاب وولاه البصرة، فلما كان في أثناء الطريق توفى وذلك في سنة احدى وعشرين، وقد روى البيهقي عنه وغيره كرامات كثيرة منها أنه سار بجيشه على وجه البحر ما يصل الى ركب خيولهم، وقيل إنه ما بل أسافل نعال خيولهم، وأمرهم كلهم فجعلوا يقولون يا حليم يا عظيم، وأنه كان في جيشه فاحتاجوا الى ماء فدعا الله فامطرهم قدر كفايتهم، وأنه لما دفن لم ير له أثر بالكلية، وكان قد سأل الله ذلك، وسيأتي هذا في كتاب دلائل النبوة قريبا إن شاء الله ﷿. وله عن رسول الله ﷺ ثلاثة أحاديث الأول،
قال الامام احمد حدثنا سفيان بن عيينة حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرميّ أن رسول الله ﷺ. قال: «يمكث