عليها عبد الله بن سعد سنة خمس وعشرين، وأمره بغزو بلاد إفريقية فغزاها ففتحها، وحصل للجيش منها مال عظيم كان قسم الغنيمة لكل فارس من الجيش ثلاثة آلاف مثقال من ذهب، وللراجل ألف مثقال. وكان معه في جيشه هذا ثلاثة من العبادلة، عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، ثم غزا عبد الله بن سعد بعد إفريقية الأساود من أرض النوبة فهادنهم فهي الى اليوم، وذلك سنة إحدى وثلاثين. ثم غزا غزوة الصواري في البحر الى الروم وهي غزوة عظيمة كما سيأتي بيانها في موضعها إن شاء الله فلما اختلف الناس على عثمان خرج من مصر واستناب عليها ليذهب الى عثمان لينصره، فلما قتل عثمان أقام بعسقلان - وقيل بالرملة - ودعا الله أن يقبضه في الصلاة، فصلى يوما الفجر وقرأ في الأولى منها بفاتحة الكتاب والعاديات، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وسورة، ولما فرغ من التشهد سلّم التسليمة الأولى، ثم أراد أن يسلّم الثانية فمات بينهما ﵁، وذلك في سنة ست وثلاثين، وقيل سنة سبع، وقيل إنه تأخر الى سنة تسع وخمسين، والصحيح الأول.
قلت: ولم يقع له رواية في الكتب الستة ولا في المسند للإمام احمد.
ومنهم ﵃ عبد الله بن عثمان، أبو بكر الصديق. وقد تقدم الوعد بأن ترجمته ستأتي في أيام خلافته إن شاء الله ﷿ وبه الثقة. وقد جمعت مجلدا في سيرته وما رواه من الأحاديث وما روى عنه من الآثار، والدليل على كتابته ما ذكره موسى بن عقبة عن الزهري عن عبد الرحمن ابن مالك بن جعشم عن أبيه عن سراقة بن مالك في حديثه حين اتبع رسول الله حين خرج هو وأبو بكر من الغار فمروا على أرضهم، فلما غشيهم - وكان من أمر فرسه ما كان - سأل رسول الله ﷺ أن يكتب له كتاب أمان، فأمر أبا بكر فكتب له كتابا ثم ألقاه اليه. وقد روى الامام احمد من طريق الزهري بهذا السند أن عامر بن فهيرة كتبه، فيحتمل أن أبا بكر كتب بعضه ثم أمر مولاه عامرا فكتب باقية والله أعلم.
ومنهم ﵃ عثمان بن عفان أمير المؤمنين، وستأتي ترجمته في أيام خلافته وكتابته بين يديه ﵇ مشهورة. وقد روى الواقدي بأسانيده أن نهشل بن مالك الوائلى لما قدم على رسول الله ﷺ أمر رسول الله ﷺ عثمان بن عفان فكتب له كتابا فيه شرائع الإسلام.
ومنهم ﵃ على بن أبى طالب أمير المؤمنين، وستأتي ترجمته في خلافته، وقد تقدم أنه كتب الصلح بين رسول الله ﷺ وبين قريش يوم الحديبيّة أن يأمن الناس، وأنه لا إسلال ولا إغلال، وعلى وضع الحرب عشر سنين. وقد كتب غير ذلك من الكتب بين يديه ﷺ.
وأما ما يدعيه طائفة من يهود خيبر أن بأيديهم كتاب من النبي ﷺ بوضع الجزية عنهم وفي آخره