للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن إسحاق: وكتب لرسول الله زيد بن ثابت، فإذا لم يحضر ابن الأرقم وزيد بن ثابت كتب من حضر من الناس وقد كتب عمر وعلى وزيد والمغيرة بن شعبة ومعاوية وخالد بن سعيد ابن العاص وغيرهم ممن سمى من العرب. وقال الأعمش: قلت لشقيق بن سلمة من كان كاتب النبي ؟ قال عبد الله بن الأرقم، وقد جاءنا كتاب عمر بالقادسية وفي أسفله، وكتب عبد الله بن الأرقم.

وقال البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا الفضل بن محمد البيهقي ثنا عبد الله بن صالح ثنا عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون عن عبد الواحد بن أبى عون عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر قال: أتى النبي كتاب رجل، فقال لعبد الله بن الأرقم «أجب عنى» فكتب جوابه ثم قرأه عليه، فقال «أصبت وأحسنت، اللهمّ وفقه» قال فلما ولى عمر كان يشاوره. وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: ما رأيت أخشى لله منه - يعنى في العمال - أضر قبل وفاته.

ومنهم عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الخزرجي، صاحب الأذان، أسلّم قديما فشهد عقبة السبعين، وحضر بدرا وما بعدها، ومن أكبر مناقبه

رؤيته الأذان والاقامة في النوم، وعرضه ذلك على رسول الله وتقريره عليه، وقوله له «إنها لرؤيا حق فألقه على بلال، فإنه أندى صوتا منك» وقد قدمنا الحديث بذلك في موضعه. وقد روى الواقدي بأسانيده عن ابن عباس أنه كتب كتابا لمن أسلّم من جرش فيه، الأمر لهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإعطاء خمس المغنم. وقد توفى سنة اثنتين وثلاثين عن أربع وستين سنة، وصلى عليه عثمان ابن عفان .

ومنهم عبد الله بن سعد بن أبى سرح، القرشي العامري، أخو عثمان لأمه من الرضاعة. أرضعته أم عثمان. وكتب الوحي ثم ارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين بمكة، فلما فتحها رسول الله وكان قد أهدر دمه فيمن أهدر من الدماء - فجاء الى عثمان بن عفان فاستأمن له، فأمنه رسول الله كما قدمنا في غزوة الفتح، ثم حسن إسلام عبد الله بن سعد جدا. قال أبو داود حدثنا احمد بن محمد المروزي ثنا على بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحويّ عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان عبد الله [بن سعد] بن أبى سرح يكتب للنّبيّ ، فأزله الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله أن يقتل، فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله . ورواه النسائي من حديث عليّ بن الحسين بن وقد به.

قلت: وكان على ميمنة عمرو بن العاص حين افتتح عمرو مصر سنة عشرين في الدولة العمرية فاستناب عمر بن الخطاب عمرا عليها، فلما صارت الخلافة الى عثمان عزل عنها عمرو بن العاص وولى

<<  <  ج: ص:  >  >>