للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديناران، قال: انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما، فلم يأتنا أحد، فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم الثاني حتى إذا كان في آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما، حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال: ما فعل الّذي قبلك؟ قلت:

قد أراحك الله منه، فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته، فهذا الّذي سألتني عنه *

وقال الترمذي في الشمائل:

حدثنا هارون بن موسى بن أبى علقمة المديني، حدثني أبى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رجلا جاء إلى رسول الله فسأله أن يعطيه، فقال: ما عندي ما أعطيك، ولكن ابتع عليّ شيئا فإذا جاءني شيء قضيته، فقال عمر: يا رسول الله قد أعطيته، فما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره النبي قول عمر، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا، فتبسم رسول الله ، وعرف التبسم في وجهه لقول الأنصاري وقال: بهذا أمرت.

وفي الحديث ألا انهم ليسألونى ويأبى الله عليّ البخل *

وقال يوم حنين حين سألوه قسم الغنائم: والله لو أن عندي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها فيكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا ضانا ولا كذابا * وقال الترمذي: ثنا على بن حجر، ثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عمر قالت: أتيت رسول الله بقناع من رطب، وأجرز عنب، فأعطانى ملء كفه حليا أو ذهبا *

وقال الامام أحمد: حدثنا سفيان عن مطرف عن عطية عن أبى سعيد عن النبي قال: كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر، قال المسلمون: يا رسول الله فما نقول؟ قال: قولوا (حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا) ورواه الترمذي عن ابن أبى عمر عن سفيان بن عيينة عن مطرف ومن حديث خالد بن طهمان كلاهما عن عطية وأبى سعيد العوفيّ البجلي، وأبو الحسن الكوفي عن أبى سعيد الخدريّ، وقال الترمذي حسن * قلت. وقد روى من وجه آخر عنه ومن حديث ابن عباس كما سيأتي في موضعه.

ومن تواضعه . قال أبو عبد الله بن ماجة: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا عمرو بن محمد، ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبى سعد الأزدي - وكان قارئ الأزد - عن أبى الكنود عن خباب في قوله تعالى: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ إلى قوله ﴿فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ﴾ قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حول رسول الله حقروهم، فأتوا فخلوا به فقالوا: نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا، فان وفود العرب تأتيك فنستحى أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>