للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم أعطها غيرهم من الأمم: لا آخذهم بالخطإ والنسيان، وكل ذنب ركبوه على غير عمد إن استغفرونى منه غفرته لهم، [وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم جعلته لهم أضعافا مضاعفة] (١) ولهم في المدخر عندي أضعاف مضاعفة وأفضل من ذلك، وأعطيتهم على المصائب في البلايا إذا صبروا وقالوا: ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ،﴾ الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات النعيم، فان دعوني استجبت لهم فاما أن يروه عاجلا، وإما أن أصرف عنهم سوءا، وإما أن أدخره لهم في الآخرة، يا داود من لقيني من أمة محمد يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صادقا بها، فهو معى في جنتي وكرامتي، ومن لقيني وقد كذب محمدا أو كذب بما جاء به، واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبا، وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره من قبره، ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار * وقال الحافظ البيهقي: أخبرنا الشريف أبو الفتح العمرى، ثنا عبد الرحمن بن أبى شريح الهروي، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا عبد الله بن شبيب أبو سعيد، حدثني محمد بن عمر بن سعيد - يعنى ابن محمد بن جبير بن مطعم - قال: حدثتني أم عثمان بنت سعيد بن محمد ابن جبير بن مطعم عن أبيها عن أبيه قال: سمعت أبى جبير بن مطعم يقول: لما بعث الله الله نبيه وظهر أمره بمكة، خرجت إلى الشام، فلما كنت ببصرى أتتنى جماعة من النصارى فقالوا لي:

أمن الحرم أنت؟ قلت: نعم، قالوا: فتعرف هذا الّذي تنبأ فيكم؟ قلت: نعم، قال: فأخذوا بيدي فأدخلونى ديرا لهم فيه تماثيل وصور، فقالوا لي: انظر هل ترى صورة هذا النبي الّذي بعث فيكم؟ فنظرت فلم أر صورته، قلت: لا أرى صورته، فأدخلونى ديرا أكبر من ذلك الدير، فإذا فيه تماثيل وصور أكثر مما في ذلك الدير، فقالوا لي: انظر هل ترى صورته؟ فنظرت فإذا أنا بصفة رسول الله وصورته، وإذا أنا بصفة أبى بكر وصورته وهو آخذ بعقب رسول الله ، فقالوا لي: هل ترى صفته؟ قلت: نعم، قالوا: هو هذا؟ - وأشاروا إلى صفة رسول الله قلت:

(اللهمّ) نعم، أشهد أنه هو، قالوا: أتعرف هذا الّذي آخذ بعقبه؟ قلت: نعم، قالوا: نشهد أن هذا صاحبكم وأن هذا الخليفة من بعده * ورواه البخاري في التاريخ عن محمد غير منسوب، عن محمد بن عمر هذا باسناده فذكره مختصرا، وعنده فقالوا: إنه لم يكن نبي إلا بعده نبي إلا هذا النبي * وقد ذكرنا في كتابنا التفسير عند قوله تعالى في سورة الأعراف: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ» الآية ذكرنا ما أورده البيهقي وغيره من طريق أبى أمامة الباهلي عن هشام بن العاص الأموي قال: بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام، فذكر اجتماعهم به وأن عرفته


(١) هذه الزيادة من التيمورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>