للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كله مما يدل على ضعف هذا الحديث، ثم إن جعلناه قضية أخرى وواقعة غير ما تقدم، فقد تعدد رد الشمس غير مرة ومع هذا لم ينقله أحد من أئمة العلماء ولا رواه أهل الكتب المشهورة وتفرد بهذه الفائدة هؤلاء الرواة الذين لا يخلو إسناد منها عن مجهول ومتروك ومتهم والله أعلم * ثم أورد هذا المص من طريق أبى العباس بن عقدة: حدثنا يحيى بن زكريا، ثنا يعقوب بن سعيد، ثنا عمرو ابن ثابت قال: سألت عبد الله بن حسن بن حسين بن على [بن أبى طالب] عن حديث رد الشمس، على على بن أبى طالب: هل يثبت عندكم؟ فقال لي: ما أنزل الله في كتابه أعظم من رد الشمس، قلت: صدقت (جعلني الله فداك) ولكنى أحب أن أسمعه منك،

فقال: حدثني أبى - الحسن - عن أسماء بنت عميس أنها قالت: أقبل على بن أبى طالب ذات يوم وهو يريد أن يصلّى العصر مع رسول الله فوافق رسول الله قد انصرف ونزل عليه الوحي فأسنده إلى صدره [فلم يزل مسندة إلى صدره] حتى أفاق رسول الله فقال: أصليت العصر يا على؟ قال: جئت والوحي ينزل عليك فلم أزل مسندك إلى صدري حتى الساعة، فاستقبل رسول الله القبلة - وقد غربت الشمس - وقال: اللهمّ إن عليا كان في طاعتك فارددها عليه، قالت أسماء: فأقبلت الشمس ولها صرير كصرير الرحى حتى كانت في موضعها وقت العصر، فقام عليّ متمكنا فصلّى، فلما فرغ رجعت الشمس ولها صرير كصرير الرحى، فلما غابت اختلط الظلام وبدت النجوم * وهذا منكر أيضا إسنادا ومتنا وهو مناقض لما قبله من السياقات، وعمرو بن ثابت هذا هو المتهم بوضع هذا الحديث أو سرقته من غيره، وهو عمرو بن ثابت بن هرمز البكري الكوفي مولى بكر بن وائل، ويعرف بعمرو بن المقدام الحداد، روى عن غير واحد من التابعين وحدث عنه جماعة منهم سعيد بن منصور وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان، قال: تركه عبد الله بن المبارك وقال: لا تحدثوا عنه فإنه كان يسب السلف، ولما مرت به جنازته توارى عنها، وكذلك تركه عبد الرحمن بن مهدي، وقال أبو معين والنسائي:

ليس بثقة ولا مأمون ولا يكتب حديثه. وقال مرة أخرى هو وأبو زرعة وأبو حاتم: كان ضعيفا، زاد أبو حاتم: وكان رديء الرأى شديد التشيع لا يكتب حديثه، وقال البخاري: ليس بالقوى عندهم، وقال أبو داود: كان من شرار الناس كان رافضيا خبيثا رجل سوء قال هنا: ولما مات لم أصلّ عليه لأنه قال لما مات رسول الله : كفر الناس إلا خمسة، وجعل أبو داود يذمه، وقال ابن حبان:

يروى الموضوعات [عن الإثبات] وقال ابن عدي: والضعف على حديثه بين، وأرخوا وفاته في سنة سبع وعشرين ومائة، ولهذا قال شيخنا أبو العباس ابن تيمية: وكان عبد الله بن حسن وأبوه أجلّ قدرا من أن يحدثا بهذا الحديث قال هذا المصنّف المنصف: وأما حديث أبى هريرة فأخبرنا عقيل بن الحسن العسكري، أنا أبو محمد صالح بن الفتح النسائي، ثنا أحمد بن عمير بن حوصاء، ثنا إبراهيم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>