ابن محمد بن عمير، ثنا سليمان بن عباد، سمعت بشار بن دراع قال: لقي أبو حنيفة محمد بن النعمان فقال: عمن رويت حديث رد الشمس؟ فقال: عن غير الّذي رويت عنه: يا سارية الجبل، فهذا أبو حنيفة ﵀ وهو من الأئمة المعتبرين وهو كوفى لا يتهم على حب على بن أبى طالب وتفضيله بما فضله الله به ورسوله وهو مع هذا ينكر على راويه وقول محمد بن النعمان له ليس بجواب بل مجرد معارضة بما لا يجدي، أي أنا رويت في فضل على هذا الحديث وهو وإن كان مستغربا فهو في الغرابة نظير ما رويته أنت في فضل عمر بن الخطاب في قوله: يا سارية الجبل * وهذا ليس بصحيح من محمد ابن النعمان، فان هذا ليس كهذا إسنادا ولا متنا، وأين مكاشفة إمام (قد شهد الشارع له بأنه محدّث) بأمر خير من رد الشمس طالعة بعد مغيبها الّذي هو أكبر علامات الساعة؟ والّذي وقع ليوشع بن نون ليس ردا للشمس عليه، بل حبست ساعة قبل غروبها بمعنى تباطأت في سيرها حتى أمكنهم الفتح والله تعالى أعلم * وتقدم ما أورده هذا المص من طرق هذا الحديث عن على وأبى هريرة وأبى سعيد وأسماء بنت عميس، وقد وقع في كتاب أبى بشر الدولابي في الذرية الطاهرة من حديث الحسين بن على، والظاهر أنه عنه عن أبى سعيد الخدريّ كما تقدم والله أعلم * وقد قال شيخ الرافضة جمال الدين يوسف بن الحسن الملقب بابن المطهر الحلي في كتابه في الإمامة الّذي رد عليه فيه شيخنا [العلامة] أبو العباس ابن تيمية قال ابن المطهر: التاسع رجوع الشمس مرتين إحداهما في زمن النبي ﷺ والثانية بعده، أما الأولى
فروى جابر وأبو سعيد: أن رسول الله ﷺ نزل عليه جبريل يوما يناجيه من عنده الله، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس، فصلى عليّ العصر بالإيماء فلما استيقظ رسول الله ﷺ قال له: سل الله أن يرد عليك الشمس فتصلي قائما. فدعا فردت الشمس فصلى العصر قائما. وأما الثانية فلما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بدوابهم وصلى لنفسه في طائفة من أصحابه العصر وفات كثيرا منهم فتكلموا في ذلك فسأل الله رد الشمس فردت قال وقد نظمه الحميري فقال:
ردت عليه الشمس لما فاته … وقت الصلاة وقد دنت للمغرب
حتى تبلج نورها في وقتها … للعصر ثم هوت هوى الكوكب
وعليه قد ردت ببابل مرة … أخرى وما ردت لخلق مقرب
قال شيخنا أبو العباس [ابن تيمية]﵀: فضل على وولايته وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد بطرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني لا يحتاج معها إلى ما لا يعلم صدقه أو يعلم أنه كذب، وحديث رد الشمس قد ذكره طائفة كأبى جعفر الطحاوي والقاضي عياض وغيرهما وعدوا ذلك من معجزات رسول