قال البخاري: وقال أبو عقيل الثقفي عن عمرو بن حمزة: ثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا انظر إلى وجه رسول الله ﷺ يستسقى، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب.
وهو قول أبى طالب * تفرد به البخاري وهذا الّذي علقه قد أسنده ابن ماجة في سننه فرواه عن أحمد بن الأزهر عن أبى النضر عن أبى عقيل عن عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه *
وقال البخاري: ثنا محمد - وهو ابن سلام - ثنا أبو ضمرة، ثنا شريك بن عبد الله بن أبى نمر أنه سمع أنس بن مالك يذكر أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبل رسول الله ﷺ قائما، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وتقطعت السبل، فادع الله لنا يغيثنا، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: اللهمّ اسقنا، [اللهمّ اسقنا] قال أنس: ولا (والله) ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال: والله ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبله قائما، وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، ادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: اللهمّ حوالينا ولا علينا، اللهمّ على الآكام والجبال [والظراب] ومنابت الشجر.
قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألت أنسا أهو الرجل الّذي سأل أولا؟ قال: لا أدرى، وهكذا رواه البخاري أيضا ومسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن شريك به *
وقال البخاري: ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن قتادة عن أنس قال: بينما رسول الله ﷺ يخطب يوم جمعة إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله قحط المطر، فادع الله أن يسقينا، فدعا فمطرنا فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة، قال: فقام ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا، فقال رسول الله ﷺ: اللهمّ حوالينا ولا علينا، قال: فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينا وشمالا يمطرون ولا يمطر [أهل] المدينة، تفرد به البخاري من هذا الوجه *
وقال البخاري:
ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن شريك بن عبد الله بن أبى نمر عن أنس قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: هلكت المواشي وتقطعت السبل، فادع الله، فدعا فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء فقال: تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي [فادع الله أن يمسكها] فقال: اللهمّ،