على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر، فانجابت عن المدينة انجياب الثوب *
وقال البخاري:
ثنا محمد بن مقاتل، ثنا عبد الله، ثنا الأوزاعي، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة الأنصاري، حدثني أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله ﷺ فبينا رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يوم الجمعة، فقام أعرابى فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه وما [رأينا] في السماء قزعة فو الّذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال: فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغدو الّذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال فادع الله لنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: اللهمّ حوالينا ولا علينا، قال: فما جعل رسول الله ﷺ يشير بيده إلى ناحية من السماء الا انفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود، ورواه البخاري أيضا في الجمعة ومسلم من حديث الوليد عن الأوزاعي * وقال البخاري: وقال أيوب ابن سليمان: حدثني أبو بكر بن أبى أويس عن سليمان بن بلال قال: قال يحيى بن سعيد: سمعت أنس بن مالك قال: أتى [رجل] أعرابى من أهل البدو إلى رسول الله ﷺ يوم الجمعة فقال: يا رسول الله هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله ﷺ يديه يدعو ورفع الناس أيديهم مع رسول الله ﷺ يدعون قال: فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى، فأتى الرجل الى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله بشق المسافر ومنع الطريق * قال البخاري: وقال الأويسي - يعنى عبد الله -: حدثني محمد بن جعفر - هو ابن كثير - عن يحيى ابن سعيد وشريك، سمعا أنسا عن النبي ﷺ رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه. هكذا علق هذين الحديثين ولم يسندهما أحد من أصحاب الكتب الستة بالكلية *
وقال البخاري: ثنا محمد بن أبى بكر قال: حدثنا معتمر عن عبيد الله عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ يخطب يوم جمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا: يا رسول الله قحط المطر، واحمرت الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا، فقال: اللهمّ اسقنا مرتين، وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب، فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن المنبر فصلّى فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها، فلما قام النبي ﷺ يخطب صاحوا إليه: تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها عنا، قال: فتبسم رسول الله ﷺ ثم قال: اللهمّ حوالينا ولا علينا، فتكشطت المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل، وقد رواه مسلم من حديث معتمر بن سليمان عن عبيد الله وهو ابن عمر العمرى به * وقال الامام أحمد: حدثنا ابن أبى عدي عن حميد