للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه … ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم … فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبري محمد … ولما نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرّع حوله … ونذهل عن أبنائنا والحلائل

قال: وقام رجل من بنى كنانة فقال:

لك الحمد والحمد ممن شكر … سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة … إليه وأشخص منه البصر

فلم يك إلا كلفّ الرداء … وأسرع حتى رأينا الدرر

رقاق العوالي عم البقاع … أغاث به الله علينا مضر

وكان كما قاله عمه … أبو طالب أبيض ذو غرر

به الله يسقى بصوب الغمام … وهذا العيان كذاك الخبر

فمن يشكر الله يلقى المزيد … ومن يكفر الله يلقى الغير

قال: فقال رسول الله : إن يك شاعر يحسن فقد أحسنت * وهذا السياق فيه غرابة ولا يشبه ما قدمنا من الروايات الصحيحة المتواترة عن أنس فان كان هذا هكذا محفوظا فهو قصة أخرى غير ما تقدم والله أعلم *

وقال الحافظ البيهقي: أنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني، ثنا أبو محمد بن حبان، ثنا عبد الله بن مصعب، ثنا عبد الجبار، ثنا مروان بن معاوية، ثنا محمد بن أبى ذئب المدني عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب الجمحيّ عن أبى وجرة يزيد بن عبيد السلمي قال: لما قفل رسول الله من غزوة تبوك أتاه وفد بنى فزارة فيهم بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن الحصين، والحر بن قيس - وهو أصغرهم - ابن أخى عيينة بن حصن، فنزلوا في دار رملة بنت الحارث من الأنصار، وقدموا على إبل ضعاف عجاف وهم مسنتون، فأتوا رسول الله مقرين بالإسلام، فسألهم رسول الله عن بلادهم قالوا: يا رسول الله، أسنتت بلادنا، وأجدبت أحياؤنا، وعريت عيالنا، وهلكت مواشينا، فادع ربك أن يغيثنا، وتشفع لنا إلى ربك ويشفع ربك إليك، فقال رسول الله : سبحان الله، ويلك هذا ما شفعت إلى ربى، فمن ذا الّذي يشفع ربنا إليه؟ لا إله إلا الله وسع كرسيه السموات والأرض وهو يئط من عظمته وجلاله كما يئط الرجل الجديد قال رسول الله : إن الله يضحك من شفقتكم وأزلكم وقرب غياثكم، فقال الأعرابي: ويضحك ربنا يا رسول الله؟ قال: نعم، فقال الأعرابي: لن نعدم يا رسول الله من ربّ يضحك خيرا، فضحك رسول الله من قوله، فقام رسول الله فصعد المنبر وتكلم بكلام ورفع يديه - وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>