للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله اقبل منى هديتي، فو الّذي بعثك بالحق ان عاد إليه بعد، فقال رسول الله : خذوا أحدهما وردوا الآخر، قال: ثم سرنا ورسول الله بيننا، فجاء جمل نادّ، فلما كان بين السماطين خرّ ساجدا، فقال رسول الله : يا أيها الناس من صاحب هذا الجمل؟ فقال فتية من الأنصار:

هو لنا يا رسول الله، قال: فما شأنه؟ قالوا: سنونا عليه منذ عشرين سنة فلما كبرت سنه وكانت عليه شحيمة أردنا نحره لنقسمه بين غلمتنا، فقال رسول الله تبيعونيه؟ قالوا: يا رسول الله هو لك، قال: فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله، قالوا: يا رسول الله نحن أحق أن نسجد لك من البهائم، فقال رسول الله : لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن * وهذا إسناد جيد رجاله ثقات * وقد روى أبو داود وابن ماجة من حديث إسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصفراء عن أبى الزبير عن جابر أن رسول الله كان إذا ذهب المذهب أبعد * ثم قال البيهقي: وحدثنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا الحسين بن على بن زياد، ثنا أبو حمنة، ثنا أبو قرة عن زياد - هو ابن سعد - عن أبى الزبير أنه سمع يونس بن خباب الكوفي يحدث أنه سمع أبا عبيدة يحدث عن عبد الله بن مسعود عن النبي أنه كان في سفر إلى مكة فذهب إلى الغائط وكان يبعد حتى لا يراه أحد، قال: فلم يجد شيئا يتوارى به، فبصر بشجرتين، فذكر قصة الشجرتين وقصة الجمل بنحو من حديث جابر * قال البيهقي: وحديث جابر أصح، قال: وهذه الرواية ينفرد بها زمعة ابن صالح عن زياد - أظنه ابن سعد - عن أبى الزبير * قلت: وقد يكون هذا أيضا محفوظا، ولا ينافي حديث جابر ويعلى بن مرة، بل يشهد لهما ويكون هذا الحديث عند أبى الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكيّ عن جابر. وعن يونس بن خباب عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه والله أعلم * وروى البيهقي من حديث معاوية بن يحيى الصيرفي - وهو ضعيف - عن الزهري عن خارجة ابن زيد عن أسامة بن زيد حديثا طويلا نحو سياق حديث يعلى بن مرة وجابر بن عبد الله، وفيه قصة الصبى الّذي كان يصرع ومجيء أمه بشاة مشوية فقال: ناوليني الذراع فناولته، ثم قال: ناوليني الذراع فناولته، ثم قال: ناوليني الذراع، فقلت كم للشاة من ذراع؟ فقال: والّذي نفسي بيده لو سكت لناولتينى ما دعوت * ثم ذكر قصة النخلات واجتماعهما وانتقال الحجارة معهما حتى صارت الحجارة رجما خلف النخلات. وليس في سياقه قصة البعير فلهذا لم يورده بلفظه وإسناده وبالله المستعان * [وقد روى الحافظ ابن عساكر ترجمة غيلان بن سلمة الثقفي بسنده إلى يعلى بن منصور الرازيّ عن شبيب بن شيبة عن بشر بن عاصم عن غيلان بن سلمة قال: خرجنا مع رسول الله فرأينا عجبا فذكر قصة الشجرتين واستتاره بهما عند الخلاء، وقصة الصبى الّذي كان يصرع، وقوله: بسم الله أنا رسول الله، اخرج عدو الله فعوفي * ثم ذكر قصة البعيرين النادين وأنهما سجدا له بنحو ما

<<  <  ج: ص:  >  >>