البيهقي: وقد كان ذلك في زمن عمر بن عبد العزيز، قلت: ويحتمل أن يكون ذلك متأخرا إلى زمن المهدي كما جاء في صفته، أو إلى زمن نزول عيسى بن مريم ﵇ بعد قتله الدجال، فأنه قد ورد في الصحيح أنه يقتل الخنزير، ويكسر للصليب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد والله تعالى أعلم *
وفي صحيح مسلم من حديث ابن أبى ذئب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يزال هذا الدين قائما ما كان اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة، وليفتحن عصابة من المسلمين كنز القصر الأبيض، قصر كسرى، وأنا فرطكم على الحوض، الحديث بمعناه * وتقدم
حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبى هريرة مرفوعا: إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والّذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ﷿ * أخرجاه، وقال البيهقي: المراد زوال ملك قيصر، عن الشام، ولا يبقى فيها ملكه على الروم، لقوله ﵇، لما عظم كتابه: ثبت ملكه، وأما ملك فارس فزال بالكلية، لقوله: مزق الله ملكه، وقد روى أبو داود عن محمد بن عبيد عن حماد عن يونس عن الحسن أن عمر بن الخطاب. وروينا في طريق أخرى عن عمر بن الخطاب ﵁ لما جيء بفروة كسرى وسيفه ومنطقته وتاجه وسواريه، ألبس ذلك كله لسراقة بن مالك بن جعشم، وقال: قل الحمد لله الّذي ألبس ثياب كسرى لرجل أعرابى من البادية، قال الشافعيّ: إنما ألبسه ذلك لأن النبي ﷺ قال لسراقة - ونظر إلى ذراعيه -: كأنى بك وقد لبست سواري كسرى، والله أعلم *
وقال سفيان بن عيينة: عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله ﷺ مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها، فقام رجل فقال: يا رسول الله هب لي ابنته نفيلة، قال: هي لك، فأعطوه إياها، فجاء أبوها فقال: أتبيعها؟ قال: نعم، قال: فبكم؟ أحكم ما شئت، قال: ألف درهم، قال: قد أخذتها، فقالوا له: لو قلت ثلاثين ألفا لأخذها، فقال: وهل عدد أكثر من ألف؟ * وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية عن ضمرة بن حبيب أن ابن زغب الأيادي حدثه قال: نزل على عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي: بعثنا رسول الله ﷺ حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجعنا ولم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال: اللهمّ لا تكلهم إليّ فأضعف، ولا تكلم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم، ثم قال: لتفتحن لكم الشام والروم وفارس، أو الروم وفارس، وحتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم كذا وكذا، وحتى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها، ثم وضع يده على رأسي أو على هامتي فقال:
يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور