ذات عرق، فهذا من دلائل النبوة، حيث أخبر عما وقع من حج أهل الشام واليمن والعراق، صلوات الله وسلامه عليه *
وفي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر عن أبى سعيد قال: قال رسول الله ﷺ ليأتين على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من صحب رسول الله ﷺ؟ فيقال: نعم، فيفتح الله لهم، ثم يأتى على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله ﷺ؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتى على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صحب من صاحبهم؟ فيقال:
نعم، فيفتح الله لهم *
وثبت في الصحيحين من حديث ثور بن زيد عن أبى الغيث عن أبى هريرة قال: كنا جلوسا عند رسول الله ﷺ فأنزلت عليه سورة الجمعة ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ فقال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان الفارسي وقال: لو كان الأيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء، وهكذا وقع كما أخبر به ﵇ *
وروى الحافظ البيهقي من حديث محمد ابن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن بشر قال: قال رسول الله ﷺ: والّذي نفسي بيده لتفتحن عليكم فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله ﷿ *
وروى الامام أحمد والبيهقي وابن عدي وغير واحد من حديث أوس بن عبد الله بن بريدة عن أخيه سهل عن أبيه عبد الله بن بريدة بن الخصيب مرفوعا: ستبعث بعوث فكن في بعث خراسان، ثم اسكن مدينة مرو، فإنه بناها ذو القرنين، ودعا لها بالبركة، وقال: لا يصيب أهلها سوء * وهذا الحديث يعد من غرائب المسند، ومنهم من يجعله موضوعا، فالله أعلم * وقد تقدم حديث أبى هريرة، من جميع طرقه في قتال الترك، وقد وقع ذلك كما أخبر به سواء بسواء، وسيقع أيضا *
وفي صحيح البخاري من حديث شعبة عن فرات القزاز عن أبى حازم عن أبى هريرة عن رسول الله ﷺ قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وإنه سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فان الله سائلهم عما استرعاهم *
وفي صحيح مسلّم من حديث أبى رافع عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: ما كان نبي إلا كان له حواريون يهدون بهداه، ويستنون بسنته، ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويعملون ما ينكرون *
وروى الحافظ البيهقي من حديث عبد الله بن الحرث بن محمد بن حاطب الجمحيّ عن إسماعيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله، ويعدلون في عبادة الله، ثم يكون من بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر، ويقتلون الرجال، ويصطفون الأموال، فمغير بيده، ومغير بلسانه، وليس وراء ذلك من الايمان شيء *
وقال أبو داود الطيالسي: ثنا جرير بن حازم عن