للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبى ثعلبة الخشنيّ عن أبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل عن النبي قال: إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائنا خلافة ورحمة، وكائنا ملكا عضوضا، وكائنا عزة وجبرية وفسادا في الأمة، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله ﷿، وهذا كله واقع * وفي الحديث الّذي

رواه الامام أحمد وأبو داود والترمذي - وحسنه - والنسائي من حديث سعيد بن جهمان عن سفينة مولى رسول الله أن رسول الله قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا * وفي رواية: ثم يؤتى الله ملكه من يشاء، وهكذا وقع سواء، فأن أبا بكر كانت خلافته سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة إلا اثنا عشر يوما، وكانت خلافة على بن أبى طالب خمس سنين إلا شهرين، قلت: وتكميل الثلاثين بخلافة الحسن بن على نحوا من ستة أشهر، حتى نزل عنها لمعاوية عام أربعين من الهجرة، كما سيأتي بيانه وتفصيله *

وقال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن فضيل، ثنا مؤمل، ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحمن بن أبى بكرة قال: سمعت رسول الله يقول: خلافة نبوة ثلاثون عاما ثم يؤتى الله ملكه من يشاء، فقال معاوية: رضينا بالملك * وهذا الحديث فيه رد صريح على الروافض المنكرين لخلافة الثلاثة، وعلى النواصب من بنى أمية ومن تبعهم من أهل الشام، في إنكار خلافة على بن أبى طالب، فان قيل: فما وجه الجمع بين حديث سفينة هذا وبين

حديث جابر بن سمرة المتقدم في صحيح مسلّم: لا يزال هذا الدين قائما ما كان في الناس اثنا عشر خليفة كلهم من قريش؟ فالجواب: إن من الناس من قال: إن الدين لم يزل قائما حتى ولى اثنا عشر خليفة، ثم وقع تخبيط بعدهم في زمان بنى أمية، وقال آخرون: بل هذا الحديث فيه بشارة بوجود اثنى عشر خليفة عادلا من قريش، وإن لم يوجدوا على الولاء، وإنما اتفق وقوع الخلافة المتتابعة بعد النبوة في ثلاثين سنة، ثم كانت بعد ذلك خلفاء راشدون، فيهم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي ، وقد نص على خلافته وعدله وكونه من الخلفاء الراشدين، غير واحد من الأئمة، حتى قال أحمد بن حنبل : ليس قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز، ومنهم من ذكر من هؤلاء المهدي بأمر الله العباسي، والمهدي المبشر بوجوده في آخر الزمان منهم أيضا بالنص على كونه من أهل البيت، واسمه محمد بن عبد الله، وليس بالمنتظر في سرداب سامرّا، فأن ذاك ليس بموجود بالكلية، وإنما ينتظره الجهلة من الروافض *

وقد تقدم في الصحيحين من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله قال: لقد هممت أن أدعو أباك وأخاك وأكتب كتابا لئلا يقول قائل، أو يتمنى متمنّ، ثم قال رسول الله : يأبى الله والمؤمنون إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>