من خامسة وسادسة، وهذه على شرط مسلم، وعن سهل بن سعد في مصنف ابن أبى شيبة على شرط الصحيحين، وعن ابن عباس في مسند أحمد وسنن ابن ماجة بإسناد على شرط مسلم، وعن ابن عمر في صحيح البخاري، ورواه أحمد من وجه آخر عن ابن عمر، وعن أبى سعيد في مسند عبد بن حميد بإسناد على شرط مسلم، وقد رواه يعلى الموصلي من وجه آخر عنه، وعن عائشة رواه الحافظ أبو نعيم من طريق على بن أحمد الخوارزمي عن قبيصة بن حبان بن على عن صالح بن حبان عن عبد الله ابن بريدة عن عائشة، فذكر الحديث بطوله، وفيه أنه خيره بين الدنيا والآخرة فاختار الجذع الآخرة وغار حتى ذهب فلم يعرف، وهذا غريب إسنادا ومتنا، وعن أم سلمة رواه أبو نعيم بإسناد جيد، وقدمت الأحاديث ببسط أسانيدها وتحرير ألفاظها وغررها بما فيه كفاية عن إعادته هاهنا، ومن تدبرها حصل له القطع بذلك ولله الحمد والمنة * قال القاضي عياض بن موسى السبتي المالكي في كتابه الشفا: وهو حديث مشهور متواتر خرجه أهل الصحيح. ورواه من الصحابة بضعة عشر، منهم أبىّ وأنس وبريدة وسهل بن سعد، وابن عباس، وابن عمر والمطلب بن أبى وداعة وأبو سعيد وأم سلمة ﵃ أجمعين، قال شيخنا: فهذه جمادات ونباتات وقد حنت وتكلمت، وفي ذلك ما يقابل انقلاب العصاحية * قلت: وسنشير إلى هذا عند ذكر معجزات عيسى ﵇ في إحيائه الموتى بأذن الله تعالى في ذلك كما رواه البيهقي عن الحاكم عن أبى أحمد بن أبى الحسن عن عبد الرحمن بن أبى حاتم عن أبيه عن عمرو بن سوار قال: قال لي الشافعيّ: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا ﷺ، فقلت: أعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطى محمد الجذع الّذي كان يخطب إلى جنبه حتى هيئ له المنبر، فلما هيئ له حن الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك * وهذا إسناد صحيح إلى الشافعيّ ﵀، وهو مما كنت أسمع شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي ﵀ يذكره عن الشافعيّ ﵀ وأكرم مثواه، وإنما قال: فهذا أكبر من ذلك لأن الجذع ليس محلا للحياة ومع هذا حصل له شعور ووجد لما تحول عنه إلى المنبر فأن وحن حنين العشار حتى نزل إليه رسول الله ﷺ فاحتضنه وسكنه حتى سكن، قال الحسن البصري: فهذا الجذع حن إليه، فأنهم أحق أن يحنوا إليه، وأما عود الحياة إلى جسد كانت فيه بأذن الله فعظيم، وهذا أعجب وأعظم من إيجاد حياة وشعور في محل ليس مألوفا لذلك لم تكن فيه قبل بالكلية فسبحان الله رب العالمين (تنبيه) وقد كان لرسول الله ﷺ لواء يحمل معه في الحرب يخفق في قلوب أعدائه مسيرة شهر بين يديه، وكان له عنزة تحمل بين يديه فإذا أراد الصلاة إلى غير جدار ولا حائل ركزت بين يديه، وكان له قضيب يتوكأ عليه إذا مشى، وهو الّذي عبر عنه سطيح في قوله لابن أخيه عبد المسيح بن نفيلة: يا عبد المسيح، إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة