لئن سبحت صم الجبال مجيبة … لداود أو لان الحديد المصفح
فان الصخور الصم لانت بكفه … وإن الحصا في كفه ليسبح
وإن كان موسى أنبع الما من العصا … فمن كفه قد أصبح الماء يطفح
وإن كانت الريح الرخاء مطيعة … سليمان لا تألو تروح وتسرح
فان الصبا كانت لنصر نبينا … برعب على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتى الملك العظيم وسخرت … له الجن تشفى ما رضيه وتلدح
فان مفاتيح الكنوز بأسرها … أتته فرد الزاهد المترجح
وإن كان إبراهيم أعطى خلة … وموسى بتكليم على الطور يمنح
فهذا حبيب بل خليل مكلّم … وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض العظيم وباللوا … ويشفع للعاصين والنار تلفح
وبالمقعد الأعلى المقرب عنده … عطاء ببشراه أقر وأفرح
وبالرتبة العليا الأسيلة دونها … مراتب أرباب المواهب تلمح
وفي جنة الفردوس أول داخل … له سائر الأبواب بالخار تفتح
وهذا آخر ما يسر الله جمعه من الأخبار بالمغيبات التي وقعت إلى زماننا مما يدخل في دلائل النبوة والله الهادي، وإذا فرغنا إن شاء الله من إيراد الحادثات من بعد موته ﵇ إلى زماننا، نتبع ذلك بذكر الفتن والملاحم الواقعة في آخر الزمان ثم نسوق بعد ذلك أشراط الساعة ثم نذكر البعث والنشور، ثم ما يقع يوم القيامة من الأهوال وما فيه من العظمة ونذكر الحوض والميزان والصراط ثم نذكر صفة النار ثم صفة الجنة.