للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زليخا كان قد مات فولاه الملك مكانه وزوجه امرأته زليخا فكان وزير صدق.

وذكر محمد بن إسحاق أن صاحب مصر الوليد بن الريان أسلم على يدي يوسف فالله أعلم. وقد قال بعضهم

وراء مضيق الخوف متسع الأمن … وأول مفروح به غاية الحزن

فلا تيأسن فالله ملك يوسفا … خزائنه بعد الخلاص من السجن

﴿وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ * وَلَمّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ اِئْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ * فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ * قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنّا لَفاعِلُونَ * وَقالَ لِفِتْيانِهِ اِجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا اِنْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ يخبر تعالى عن قدوم إخوة يوسف الى الديار المصرية يمتارون طعاما وذلك بعد إتيان سنى الجدب وعمومها على سائر البلاد والعباد. وكان يوسف إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية دينا ودنيا. فلما دخلوا عليه عرفهم ولم يعرفوه لأنهم لم يخطر ببالهم ما صار اليه يوسف من المكانة والعظمة فلهذا عرفهم وهم له منكرون وعند أهل الكتاب أنهم لما قدموا عليه سجدوا له فعرفهم وأراد أن لا يعرفوه فأغلظ لهم في القول وقال أنتم جواسيس جئتم لتأخذوا خبر بلادي. فقالوا معاذ الله إنما جئنا نمتار لقومنا من الجهد والجوع الّذي أصابنا ونحن بنو أب واحد من كنعان ونحن اثنا عشر رجلا ذهب منا واحد وصغيرنا عند أبينا فقال لا بد أن أستعلم أمركم * وعندهم أنه حبسهم ثلاثة أيام ثم أخرجهم وأحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر. وفي بعض هذا انظر. قال الله تعالى ﴿فَلَمّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ﴾ أي أعطاهم من الميرة ما جرت به عادته في إعطاء كل إنسان حمل بعير لا يزيده عليه ﴿قالَ اِئْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ وكان قد سألهم عن حالهم وكم هم فقالوا كنا اثني عشر رجلا فذهب منا واحد وبقي شقيقه عند أبينا فقال إذا قدمتم من العام المقبل فأتونى به معكم ﴿أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ أي قد أحسنت نزلكم وقراكم فرغبهم ليأتوه به ثم رهبهم إن لم يأتوه به قال ﴿فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ﴾ أي فلست أعطيكم ميرة ولا أقربكم بالكلية عكس ما أسدى اليهم أولا فاجتهد في إحضاره معهم ليبل شوقه منه بالترغيب والترهيب ﴿قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ﴾ أي سنجتهد في مجيئه معنا وإتيانه إليك بكل ممكن ﴿وَإِنّا لَفاعِلُونَ﴾ أي وانا لقادرون على تحصيله. ثم أمر فتيانه أن يضعوا بضاعتهم وهي ما جاءوا به يتعوضون به عن الميرة في أمتعتهم من حيث لا يشعرون بها ﴿لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا اِنْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ قيل أراد أن يردوها إذا وجدوها في بلادهم. وقيل خشي أن لا يكون عندهم ما يرجعون به مرة ثانيه. وقيل تذمم أن يأخذ منهم عوضا عن الميرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>