للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هرقل: أما الشام فلا شام، وويل للروم من المولود المشئوم.

ومما قيل من الأشعار في يوم اليرموك قول القعقاع بن عمرو:

ألم ترنا على اليرموك فزنا … كما فزنا بأيام العراق

وعذراء المدائن قد فتحنا … ومرج الصفر … على العتاق

فتحنا قبلها بصرى وكانت … محرمة الجناب لدى النعاق

قتلنا من أقام لنا وفينا … نهابهم بأسياف رقاق

قتلنا الروم حتى ما تساوى … على اليرموك معروق الوراق

فضضنا جمعهم لما استجالوا … على الواقوص بالبتر الرقاق

غداة تهافتوا فيها فصاروا … إلى أمر يعضل بالذواق

وقال الأسود بن مقرن التميمي:

وكم قد أغرنا غارة بعد غارة … يوما ويوما قد كشفنا أهاوله

ولولا رجال كان عشو غنيمة … لدى مأقط رجت علينا أوائله

لقيناهم اليرموك لما تضايقت … بمن حل باليرموك منه حمائله

فلا يعد من منا هرقل كتائبا … إذا رامها رام الّذي لا يحاوله

وقال عمرو بن العاص:

القوم لخم وجذام في الحرب … ونحن والروم بمرج نضطرب

فإن يعودوا بها لا نصطحب … بل نعصب الفرار بالضرب الكرب

وروى أحمد بن مروان المالكي في المجالسة: ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا أبو معاوية بن عمرو عن أبى إسحاق قال: كان أصحاب رسول الله لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء، فقال هرقل وهو على انطاكية لما قدمت منهزمة الروم: ويلكم أخبرونى عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشرا مثلكم؟ قالوا: بلى. قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن. قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضى الله ونفسد في الأرض. فقال: أنت صدقتني.

وقال الوليد بن مسلم: أخبرنى من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن رجلين من قومه قالا:

لما نزل المسلمون بناحية الأردن، تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر فذهبنا نتسوق منها قبل ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>