نص على ذلك الامام احمد بن حنبل هو وغير واحد من علماء النسب وأيام الناس. وزعمت الروافض أن اسم أبى طالب عمران وانه المراد من قوله تعالى ﴿إِنَّ اللهَ اِصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ﴾ وقد أخطأوا في ذلك خطأ كثيرا ولم يتأملوا القرآن قبل أن يقولوا هذا البهتان من القول في تفسيرهم له على غير مراد الله تعالى، فإنه قد ذكر بعد هذه قوله تعالى ﴿إِذْ قالَتِ اِمْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً﴾ فذكر ميلاد مريم بنت عمران ﵍ وهذا ظاهر ولله الحمد. وقد كان أبو طالب كثير المحبة الطبيعية لرسول الله ﷺ ولم يؤمن به إلى أن مات على دينه كما ثبت ذلك في صحيح البخاري من رواية سعيد بن المسيب عن أبيه في عرضه ﵇ على عمه أبى طالب وهو في السياق أن يقول لا إله إلا الله فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبى أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال كان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله
فخرج رسول الله وهو يقول «أما لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فنزل في ذلك قوله تعالى ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ ثم نزل بالمدينة قوله تعالى ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ * وَما كانَ اِسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ﴾ وقد قررنا ذلك في أوائل المبعث ونبهنا على خطأ الرافضة في دعواهم أنه أسلم وافترائهم ذلك بلا دليل على مخالفة النصوص الصريحة. وأما على ﵁ فإنه أسلم قديما وهو دون البلوغ على المشهور، ويقال أنه أول من أسلم من الغلمان، كما أن خديجة أول من أسلم من النساء، وأبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال الأحرار، وزيد بن حارثة أول من أسلم من الموالي. وقد روى الترمذي وأبو يعلى عن إسماعيل بن السدي عن على بن عياش عن مسلم الملائى عن حبة بن جوين عن على - وحبة لا يساوى حبة - عن أنس بن مالك قال:«بعث رسول الله يوم الإثنين وصلى على يوم الثلاثاء»
ورواه بعضهم عن مسلم الملائى عن حبة ابن جوين عن على - وحبة لا يساوى حبة - وقد روى سلمة بن كهيل عن حبة عن على قال: عبدت الله مع رسول الله سبع سنين قبل أن يعبده أحد» وهذا لا يصح أبدا وهو كذب
وروى سفيان الثوري وشعبة عن سلمة عن حبة عن على قال:«أنا أول من أسلم» وهذا لا يصح أيضا وحبة ضعيف
وقال سويد بن سعيد ثنا نوح بن قيس بن سليمان بن عبد الله عن معاذة العدوية قالت سمعت على بن أبى طالب على منبر البصرة يقول:«أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم» وهذا لا يصح قاله البخاري،
وقد ثبت عنه بالتواتر أنه قال على منبر الكوفة:
«أيها الناس! إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت أن أسمى الثالث لسميت»