وقال محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال:
لما خطب على فاطمة دخل عليها رسول الله فقال لها:«أي بنية! إن ابن عمك عليا قد خطبك فماذا تقولين؟ فبكت ثم قالت: كأنك يا أبت إنما دخرتنى لفقير قريش؟ فقال: والّذي بعثني بالحق ما تكلمت فيه حتى أذن الله لي فيه من السموات، فقالت فاطمة: رضيت بما رضى الله ورسوله. فخرج من عندها واجتمع المسلمون إليه ثم قال: يا على اخطب لنفسك فقال على الحمد لله الّذي لا يموت وهذا محمد رسول الله زوجني ابنته على صداق مبلغه أربعمائة درهم فاسمعوا ما يقول واشهدوا، قالوا: ما تقول يا رسول الله؟ قال: أشهدكم إني قد زوجته». رواه ابن عساكر وهو منكر وقد ورد في هذا الفصل أحاديث كثيرة منكرة وموضوعة ضربنا عنها لئلا يطول الكتاب بها. وقد أورد منها طرفا جيدا الحافظ ابن عساكر في تاريخه.
وقال وكيع عن أبى خالد عن الشعبي قال قال على:«ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحيته وتعجن فاطمة على ناحيته» وفي رواية مجالد عن الشعبي «ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لي خادم عليها غيرها». (حديث آخر)
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبى عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله ﷺ أبواب شارعة في المسجد قال فقال يوما: «سدوا هذه الأبواب إلا باب على» قال فتكلم في ذلك أناس فقام رسول الله ﷺ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد فانى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب على فقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكن أمرت بشيء فاتبعته».
وقد رواه أبو الأشهب عن عوف عن ميمون عن البراء بن عازب فذكره. وقد تقدم ما رواه أحمد والنسائي من حديث أبى عوانة عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس الحديث الطويل وفيه سد الأبواب غير باب على. وكذا رواه شعبة عن أبى بلج.
ورواه سعد بن أبى وقاص قال أبو يعلى ثنا موسى بن محمد بن حسان ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر الطحان ثنا غسان بن بسر الكاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد «أن رسول الله ﷺ سد أبواب المسجد وفتح باب على فقال الناس في ذلك فقال: ما أنا فتحته ولكن الله فتحه» وهذا لا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري من أمره ﵇ في مرض الموت بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبى بكر الصديق لأن نفى هذا في حق على كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رفقا بها، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذا كان الخليفة عليهم بعد موته ﵇ وفيه إشارة إلى خلافته.
وقال الترمذي: ثنا على بن المنذر ثنا ابن فضيل عن سالم بن أبى حفصة عن عطية عن أبى سعيد. قال قال رسول الله ﷺ لعلى:«يا على لا يحل لأحد يجنب في المسجد غيري وغيرك» قال على بن