للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو وأهله، وقصعة يطعمها بين الناس».

وقال الامام أحمد: حدثنا حسن وأبو سعيد مولى بنى هاشم قالا: ثنا ابن لهيعة ثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن رزين أنه قال: دخلت على على بن أبى طالب، قال حسن يوم الأضحى: فقرب إلينا خزيرة، فقلنا: أصلحك الله لو أطعمتنا هذا البط؟ - يعنى الإوز - فان الله قد أكثر الخير، قال: يا ابن رزين إني سمعت رسول الله يقول:

«لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان، قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس»

وقال أبو عبيد: ثنا عباد بن العوام عن مروان بن عنترة عن أبيه قال: دخلت على على بن أبى طالب بالخورنق وعليه قطيفة وهو يرعد من البرد فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك نصيبا في هذا المال وأنت ترعد من البرد؟ فقال: إني والله لا أرزأ من مالكم شيئا، وهذه القطيفة هي التي خرجت بها من بيتي - أو قال من المدينة - وقال أبو نعيم: سمعت سفيان الثوري يقول:

ما بنى على لبنة ولا قصبة على لبنة، وإن كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب.

وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان أبو حسان عن مجمع بن سمعان التيمي قال: خرج على بن أبى طالب بسيفه إلى السوق فقال: من يشترى منى سيفي هذا؟ فلو كان عندي أربعة دراهم أشترى بها إزارا ما بعته.

وقال الزبير بن بكار: حدثني سفيان عن جعفر قال - أظنه عن أبيه - إن عليا كان إذا لبس قميصا مد يده في كمه فما فضل من الكم عن أصابعه قطعه وقال: ليس للكم فضل عن الأصابع.

وقال أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبى زياد عن مقسم عن ابن عباس قال: اشترى على قميصا بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين، وقال: الحمد لله الّذي هذا من رياشه.

وروى الامام أحمد في الزهد عن عباد بن العوام عن هلال بن حبان عن مولى لأبى غصين قال:

رأيت عليا خرج فأتى رجلا من أصحاب الكرابيس فقال له: عندك قميص سنبلاني؟ قال: فأخرج إليه قميصا فلبسه فإذا هو إلى نصف ساقيه، فنظر عن يمينه وعن شماله فقال: ما أرى إلا قدرا حسنا، بكم هذا؟ قال: بأربعة دراهم يا أمير المؤمنين، قال: فحلها من إزاره فدفعها إليه ثم انطلق.

وقال محمد بن سعد: أنا الفضل بن دكين أنا الحسن بن جرموز عن أبيه قال: رأيت عليا وهو يخرج من القصر وعليه قبطيتان إزار إلى نصف الساق ورداء مشمر قريب منه، ومعه درة له يمشى بها في الأسواق وبأمر الناس بتقوى الله وحسن البيع ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ويقول: لا تنفخوا اللحم.

وقال عبد الله بن المبارك في الزهد: أنا رجل حدثني صالح بن ميثم ثنا يزيد بن وهب الجهنيّ قال: خرج علينا على بن أبى طالب ذات يوم وعليه بردان متزر بأحدهما مرتد بالآخر قد أرخى جانب إزاره ورفع جانبا، قد رفع إزاره بخرقة فمر به أعرابى فقال: أيها الإنسان البس من هذه الثياب فإنك ميت أو مقتول. فقال: أيها الأعرابي إنما ألبس هذين الثوبين ليكونا أبعد لي

<<  <  ج: ص:  >  >>