سفيان بن عيينة عن أبى حمزة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر قال قال على: إن الأمر ينزل إلى السماء كقطر المطر لكل نفس ما كتب الله لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال، فمن رأى نقصا في نفسه أو أهله أو ماله، ورأى لغيره عثرة فلا يكونن ذلك له فتنة، فان المسلم ما لم يعش دناه يظهر تخشعا لها إذا ذكرت، ويغرى به لئام الناس، كالبائس العالم ينتظر أول فورة من قداحه توجب له المغنم، وتدفع عنه المغرم فكذلك المسلم البريء من الخيانة بين إحدى الحسنيين، إذا ما دعا الله، فما عند الله خير له، وإما أن يرزقه الله مالا فإذا هو ذو أهل ومال ومعه حسبه ودينه، وإما أن يعطيه الله في الآخرة فالآخرة خير وأبقى، الحرث حرثان فحرث الدنيا المال والتقوى، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات، وقد يجمعهما الله تعالى لأقوام. قال سفيان الثوري: ومن يحسن أن يتكلم بهذا الكلام إلا على؟
وقال عن زبيد اليامى عن مهاجر العامري قال: كتب على بن أبى طالب عهدا لبعض أصحابه على بلد فيه: أما بعد فلا تطولن حجابك على رعيتك، فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة الضيق، وقلة علم بالأمور، والاحتجاب يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه، فيضعف عندهم الكبير، ويعظم الصغير، ويقبح. الحسن، ويحسن القبيح، ويشاب الحق بالباطل، وإنما الوالي بشر لا يعرف ما يوارى عنه الناس به من الأمور، وليس على القوم سمات يعرف بها ضروب الصدق من الكذب، فتحصن من الإدخال في الحقوق بلين الحجاب، فإنما أنت أحد الرجلين، إما أمرؤ شحت نفسك بالبذل في الحق ففيم احتجابك من حق واجب عليك أن تعطيه؟ وخلق كريم تسد به؟ وإما مبتلى بالمنع والشح فما أسرع زوال نعمتك، وما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا يئسوا من ذلك، مع أن أكثر حاجات الناس إليك ما لا مؤنة فيه عليك من شكاية مظلمة أو طلب انصاف، فانتفع بما وصفت لك واقتصر على حظك ورشدك إن شاء الله.
وقال المدائني: كتب على إلى بعض عماله: رويدا فكأن قد بلغت المدى، وعرضت عليك أعمالك بالمحل الّذي ينادى المغتر بالحسرة، ويتمنى المضيع التوبة، والظالم الرجعة. وقال هشيم: أنا عمر بن أبى زائدة عن الشعبي قال: كان أبو بكر يقول الشعر، وكان عمر يقول الشعر، وكان على يقول الشعر، وكان على أشعر الثلاثة. ورواه هشام بن عمار عن إبراهيم بن أعين عن عمر بن أبى زائدة عن عبد الله بن أبى السفر عن الشعبي فذكره.
وقال أبو بكر بن دريد قال وأخبرنا عن دماد عن أبى عبيدة قال:
كتب معاوية إلى على: يا أبا الحسن إلى لي فضائل كثيرة، وكان أبى سيدا في الجاهلية، وصرت ملكا في الإسلام، وأنا صهر رسول الله ﷺ، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي. فقال على:
أبا الفضائل يفخر على ابن آكلة الأكباد؟ ثم قال: اكتب يا غلام