للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أباه عديا طعن موليا فسمى الأدبر، وهو من كندة من رؤساء أهل الكوفة، قال ابن عساكر: وفد إلى النبي وسمع عليا وعمارا وشراحيل بن مرة، ويقال شرحبيل بن مرة. وروى عنه أبو ليلى مولاه، وعبد الرحمن بن عباس، وأبو البختري الطائي. وغزا الشام في الجيش الذين افتتحوا عذراء، وشهد صفين مع على أميرا، وقيل بعذراء من قرا دمشق، ومسجد قبره بها معروف. ثم ساق ابن عساكر بأسانيده إلى حجر يذكر طرفا صالحا من روايته عن على وغيره، وقد ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة، وذكر له وفادة، ثم ذكره في الأول من تابعي أهل الكوفة. قال: وكان ثقة معروفا، ولم يرو عن غير على شيئا قال ابن عساكر: بل قد روى عن عمار وشراحيل بن مرة، وقال أبو أحمد العسكري: أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة، شهد القادسية وافتتح برج عذراء، وشهد الجمل وصفين، وكان مع على حجر الخير - وهو حجر بن عدي هذا - وحجر الشرف - وهو حجر ابن يزيد بن سلمة بن مرة - وقال المرزباني: قد روى أن حجر بن عدي وفد إلى رسول الله مع أخيه هانئ بن عدي، وكان هذا الرجل من عباد الناس وزهادهم، وكان بارا بأمه، وكان كثير الصلاة والصيام، قال أبو معشر: ما أحدث قط إلا توضأ، ولا توضأ إلا صلّى ركعتين. هكذا قال غير واحد من الناس. وقد قال الامام أحمد: حدثنا يعلى بن عبيد حدثني الأعمش عن أبى إسحاق. قال قال سلمان لحجر: يا ابن أم حجر لو تقطعت أعضاؤك ما بلغت الايمان، وكان إذ كان المغيرة بن شعبة على الكوفة إذا ذكر عليا في خطبته يتنقصه بعد مدح عثمان وشيعته فيغضب حجر هذا ويظهر الإنكار عليه، ولكن كان المغيرة فيه حلم وأناة فكان يصفح عنه ويعظه فيما بينه وبينه، ويحذره غب هذا الصنيع، فان معارضة السلطان شديد وبالها، فلم يرجع حجر عن ذلك. فلما كان في آخر أيام المغيرة قام حجر يوما، فأنكر عليه في الخطبة وصاح به وذمه بتأخيره العطاء عن الناس، وقام معه فئام الناس لقيامه، يصدقونه ويشنعون على المغيرة، ودخل المغيرة بعد الصلاة قصر الامارة ودخل معه جمهور الأمراء، فأشاروا عليه بردع حجر هذا عما تعاطاه من شق العصي والقيام على الأمير، وذمروه وحثوه على التنكيل فصفح عنه وحلم به. وذكر يونس بن عبيد أن معاوية كتب إلى المغيرة يستمده بمال يبعثه من بيت المال، فبعث عيرا تحمل مالا فاعترض لها حجر، فأمسك بزمام أولها وقال: لا والله حتى يوفى كل ذي حق حقه. فقال شباب ثقيف للمغيرة: ألا نأتيك برأسه؟ فقال:

ما كنت لأفعلن ذلك بحجر، فتركه، فلما بلغ معاوية ذلك عزل المغيرة وولى زيادا، والصحيح أنه لم يعزل المغيرة حتى مات، فلما توفى المغيرة بن شعبة وجمعت الكوفة مع البصرة لزياد دخلها وقد التف على حجر جماعات من شيعة على يقولون أمره ويشدون على يده، ويسبون معاوية ويتبرءون منه، فلما كان أول خطبة خطبها زياد بالكوفة، ذكر في آخرها فضل عثمان وذم من قتله

<<  <  ج: ص:  >  >>