إسماعيل عن قيس. قال قال أبو هريرة: جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال. وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا سعيد بن أبى مريم ثنا الدراوَرْديّ. قال: حدثني خيثم عن عراك بن مالك عن أبيه عن أبى هريرة. قال:«خرج رسول الله ﷺ واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة، قال أبو هريرة: وقدمت المدينة فهاجروا فصليت الصبح وراء سباع فقرأ في السجدة الأولى سورة مريم، وفي الثانية ويل للمطففين، قال أبو هريرة: فقلت في نفسي: ويل لأبى فلان، لرجل كان بأرض الأزد - وكان له مكيالان مكيال يكيل به لنفسه، ومكيال يبخس به الناس». وقد ثبت في صحيح البخاري أنه ضل غلام له في الليلة التي اجتمع في صبيحتها برسول الله ﷺ وأنه جعل ينشد:
يا ليلة من طولها وعنائها … على أنها من دارة الكفر نجت
فلما قدم على رسول الله ﷺ قال له:«هذا غلامك»؟ فقال هو حر لوجه الله ﷿. وقد لزم أبو هريرة رسول الله ﷺ بعد إسلامه، فلم يفارقه في حضر ولا سفر، وكان أحرص شيء على سماع الحديث منه، وتفقه عنه، وكان يلزمه على شبع بطنه. وقال أبو هريرة - وقد تمخط يوما في قميص له كتان - بخ بخ، أبو هريرة يمتخط في الكتان، لقد رأيتني أخر فيما بين المنبر والحجر من الجوع، فيمر المار فيقول: به جنون وما بى إلا الجوع، والله الّذي لا إله إلا هو لقد كنت أعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد كنت أستقرئ أحدهم الآية وأنا أعلم بها منه، وما بى إلا أن يستتبعنى إلى منزله فيطعمني شيئا، وذكر حديث اللبن مع أهل الصفة كما قدمناه في دلائل النبوة. وقال الامام أحمد: حدثنا عبد الرحمن ثنا عكرمة بن عامر حدثني أبو كثير - وهو يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمى الأعمى - حدثني أبو هريرة. قال: والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بى ولا يراني إلا أحبنى، قلت: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمى كانت امرأة مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى على، فدعوتها يوما فأسمعتنى في رسول الله ﷺ ما أكره،
فأتيت رسول الله ﷺ وأنا أبكى، فقلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمى إلى الإسلام فكانت تأبى على، وإني دعوتها اليوم فأسمعتنى فيك ما أكره، فادع الله أن يهدى أم أبى هريرة، فقال:«اللهمّ اهد أم أبى هريرة» فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله ﷺ لها، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف، وسمعت خضخضة (خشخشة) وسمعت خشف رجل - يعنى وقعها - فقالت: يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها أن تلبسه، وقالت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله ﷺ أبكى من الفرح كما بكيت من الحزن، فقلت: يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعاءك، قد هدى الله أم أبى هريرة، وقلت: يا رسول الله أدعو الله أن يحببنى وأمى إلى عباده المؤمنين، فقال: